الجمعة، 23 ديسمبر 2011

نقاط وحروف

بعد حل مجلس الامة , هناك نقاط وحروف ولتظهر لنا كلمة تفيدنا وتنور دربنا في المستقبل القريب , فهناك مشهدين يجب ان يصاغا بصورة يستفيد منها المجتع . ها قد حان الوقت ليكون حب الكويت فعلا لا قولا , والفعل سيكون هنا فقط ان نقول قولا يفيد مصلحة البلاد والعباد , ويجب ان تنتقل مرحلة الوطنية من التنظير في أوج احتفالات الكويت الى الافعال في هذه الايام , بأمل ان نختار القطار الصحيح الذي ينتقل بنا الى مرحلة امامية.

اولا: الديمقراطية
الديمقراطية هي موجودة بالكويت لكن لاتبطق نهائيا , فالمرشحين اغلبهم ابعد مايكون عن الديمقراطية باعتقادي هو حرية التعبير , لكن مايحدث هو حرية التعبير الى درجة يتم فيها الغاء الديمقراطية فقد وصلت حرية التعبير الى تخويين واستخدام مذاهب والامور العقائدية في الانتخابات لرسم صورة ان انتخاب الغير جريمة بحق الاسلام والكويت , فهنا تم الغاء الاخر بذلك التزمنا بالمعنى الظاهري للديمقراطية واصبحت ديمقراطيتنا مسلوبة الديمقراطية , يجب ان يكون هناك تنافس شريف , فمن الواضح عندما يكون التفاف مستميت المذهبي والقبلي اصبحت الانتخابات مجرد تعداد لا طرح  وثقافة وقناعة , فأن يخير كل انسان بين مذهبه و الاخر من الطبيعي ان يختار من على مذهبه مهما بلغت ضحالة طرحه , اذن في ظل هذه الاجواء اين حرية التعبير , كيف يمكن ان يكون هناك حرية تعبير اذا لم يكون هناك مستمعين لهذا الالتفاف المبالغ فيه , والنتيجة ما وصلت اليه الامور . انتخابات الكويت حرة ونزيهة لكن لا يطبق فيها الديمقراطية نتيجة اختيار المرشحين اقصر اطروحة لا اجتهاد فيها ونتائجها على الوتر الحساس وهذا مرفوض تماما.

ثانيا: الفشل
ان الاعتراف بالفشل لا يعني نقصيه في حق انسان , المجلس السابق يغلب عليه الفشل , فمن واجبات النائب ان يشرع قوانين ويراقب , ما اتعجب منه ان تنزل بوسترات بالجامعة تشكر النواب على اقرار رفع المكافأة الاجتماعية الى 200 دينار وكأنهم قاموا بانقاذ الكويت من مأزق سياسي او اقتصادي او ماشابه ذلك , من جانب اخر هذا واجب وظيفة النائب الموكل بها, لكن مع هذا هناك قصور في تشريع وقد انهكنا بالاحداث التي استنزفت أمال الشعب , لا مجال لذكرها , فيجب ان نقسم المجلس الى جهة مأزمة وهي جهة (فاشلة مع مرتبة الشرف) وجهة اخرى متفرجة وهي ايضا فاشلة لانها لم تستطيع التأثير بثلة من النواب فكيف يمكنها ان تأثر بعدد كبير من الناخبين ! فأن تمكنت التأثير بهم فالضعف بالناخبين وليس قوة بالمرشح

ثالثا: عدم التصويت
ان التصويت حق للناخب وحده , فتصويت او عدهم شأن الناخب وحده , ان عدم التصويت لا يعني سلبية وليس هناك بالديمقراطية افضل الاسوء , هناك قناعة وفكر وثقافة , الاختيار العشوائي وارضاء الاخر والمجاملة هو سبب ضياع البلد من جهة , ايضا الحقوق السياسية جزء لصيق بالشخصية فيجب على الراغب بعدم التصويت ان يعتز بعدم تصويته لانه هذا لا يضر بوطنيته , فكم من ناخب امتنع عن تصويت افضل من ناخب صوت والدليل الاختيارات الفاشلة المتوالية ! من جهة اخرى عدم التصويت هو رأي  يجب ان يحترم في عالم الديمقراطية ( ان كان هناك اساسا ديمقراطية ) لماذا يسلب ولا يحترم كحال باقي الاراء!

نظرتي للمجلس القادم نظرة تشاؤمية ما لم يكون هناك ثقافة جديدة للمجتمع الكويت التي تعتمد على الاستقراء والتحليل العقلاني , وانا يجب علي ان اتحمل الاختيار الخاطئ لمجموعة شعبي اذ كان المستوى الثقافي السياسي العام يقود المجتمع الى هذه المحطة او تلك , وبالنهاية لا اجد من في الساحة ما لديه من الكريزما والتأثير والثقافة التي تليق بأن يعبر عن رأيي, لذلك انا من الممتنعين عن التصويت لان الكثير من المثقفين في حال الانتخابات يفقد وزنة الثقافي , لكن مع ذلك انا على متسوى الشخصي متفاءل جدا ولا يعني فشل مجلس الامة أي تغير في خطة حياة اي
منا بل ان الثقافة ستولد اما (ولادة طبيعية) عن طريق ديمقراطية كما شرحتها وهي لست موجودة او (ولادة قيصرية) عن طريق التجربة والخطأ. 

محمد انور العطار
كلية العلوم الاجتماعية - جامعة الكويت