الجمعة، 23 ديسمبر 2011

نقاط وحروف

بعد حل مجلس الامة , هناك نقاط وحروف ولتظهر لنا كلمة تفيدنا وتنور دربنا في المستقبل القريب , فهناك مشهدين يجب ان يصاغا بصورة يستفيد منها المجتع . ها قد حان الوقت ليكون حب الكويت فعلا لا قولا , والفعل سيكون هنا فقط ان نقول قولا يفيد مصلحة البلاد والعباد , ويجب ان تنتقل مرحلة الوطنية من التنظير في أوج احتفالات الكويت الى الافعال في هذه الايام , بأمل ان نختار القطار الصحيح الذي ينتقل بنا الى مرحلة امامية.

اولا: الديمقراطية
الديمقراطية هي موجودة بالكويت لكن لاتبطق نهائيا , فالمرشحين اغلبهم ابعد مايكون عن الديمقراطية باعتقادي هو حرية التعبير , لكن مايحدث هو حرية التعبير الى درجة يتم فيها الغاء الديمقراطية فقد وصلت حرية التعبير الى تخويين واستخدام مذاهب والامور العقائدية في الانتخابات لرسم صورة ان انتخاب الغير جريمة بحق الاسلام والكويت , فهنا تم الغاء الاخر بذلك التزمنا بالمعنى الظاهري للديمقراطية واصبحت ديمقراطيتنا مسلوبة الديمقراطية , يجب ان يكون هناك تنافس شريف , فمن الواضح عندما يكون التفاف مستميت المذهبي والقبلي اصبحت الانتخابات مجرد تعداد لا طرح  وثقافة وقناعة , فأن يخير كل انسان بين مذهبه و الاخر من الطبيعي ان يختار من على مذهبه مهما بلغت ضحالة طرحه , اذن في ظل هذه الاجواء اين حرية التعبير , كيف يمكن ان يكون هناك حرية تعبير اذا لم يكون هناك مستمعين لهذا الالتفاف المبالغ فيه , والنتيجة ما وصلت اليه الامور . انتخابات الكويت حرة ونزيهة لكن لا يطبق فيها الديمقراطية نتيجة اختيار المرشحين اقصر اطروحة لا اجتهاد فيها ونتائجها على الوتر الحساس وهذا مرفوض تماما.

ثانيا: الفشل
ان الاعتراف بالفشل لا يعني نقصيه في حق انسان , المجلس السابق يغلب عليه الفشل , فمن واجبات النائب ان يشرع قوانين ويراقب , ما اتعجب منه ان تنزل بوسترات بالجامعة تشكر النواب على اقرار رفع المكافأة الاجتماعية الى 200 دينار وكأنهم قاموا بانقاذ الكويت من مأزق سياسي او اقتصادي او ماشابه ذلك , من جانب اخر هذا واجب وظيفة النائب الموكل بها, لكن مع هذا هناك قصور في تشريع وقد انهكنا بالاحداث التي استنزفت أمال الشعب , لا مجال لذكرها , فيجب ان نقسم المجلس الى جهة مأزمة وهي جهة (فاشلة مع مرتبة الشرف) وجهة اخرى متفرجة وهي ايضا فاشلة لانها لم تستطيع التأثير بثلة من النواب فكيف يمكنها ان تأثر بعدد كبير من الناخبين ! فأن تمكنت التأثير بهم فالضعف بالناخبين وليس قوة بالمرشح

ثالثا: عدم التصويت
ان التصويت حق للناخب وحده , فتصويت او عدهم شأن الناخب وحده , ان عدم التصويت لا يعني سلبية وليس هناك بالديمقراطية افضل الاسوء , هناك قناعة وفكر وثقافة , الاختيار العشوائي وارضاء الاخر والمجاملة هو سبب ضياع البلد من جهة , ايضا الحقوق السياسية جزء لصيق بالشخصية فيجب على الراغب بعدم التصويت ان يعتز بعدم تصويته لانه هذا لا يضر بوطنيته , فكم من ناخب امتنع عن تصويت افضل من ناخب صوت والدليل الاختيارات الفاشلة المتوالية ! من جهة اخرى عدم التصويت هو رأي  يجب ان يحترم في عالم الديمقراطية ( ان كان هناك اساسا ديمقراطية ) لماذا يسلب ولا يحترم كحال باقي الاراء!

نظرتي للمجلس القادم نظرة تشاؤمية ما لم يكون هناك ثقافة جديدة للمجتمع الكويت التي تعتمد على الاستقراء والتحليل العقلاني , وانا يجب علي ان اتحمل الاختيار الخاطئ لمجموعة شعبي اذ كان المستوى الثقافي السياسي العام يقود المجتمع الى هذه المحطة او تلك , وبالنهاية لا اجد من في الساحة ما لديه من الكريزما والتأثير والثقافة التي تليق بأن يعبر عن رأيي, لذلك انا من الممتنعين عن التصويت لان الكثير من المثقفين في حال الانتخابات يفقد وزنة الثقافي , لكن مع ذلك انا على متسوى الشخصي متفاءل جدا ولا يعني فشل مجلس الامة أي تغير في خطة حياة اي
منا بل ان الثقافة ستولد اما (ولادة طبيعية) عن طريق ديمقراطية كما شرحتها وهي لست موجودة او (ولادة قيصرية) عن طريق التجربة والخطأ. 

محمد انور العطار
كلية العلوم الاجتماعية - جامعة الكويت

السبت، 7 مايو 2011

غداً وأبداً

من الضروري نقد ما يتداول من بعض افراد المجتمع من افكار ظهرت بصورة فجائية، ولكن ليس من الضروري أن كل شيء ينتقد يكون سلبياً تماما، فقد أشارت الكثير من المقالات التي قرأتها و الرسائل «الايميلات» بان ما يشهده العالم من ثورات سياسية وكوارث بيئية انما هو نذير بقرب الساعة، في البداية من وجهة نظري هذا أمر يتفرع منه ثلاث اغصان كالتالي:
الغصن الأول: غصن إسلامي، قرب يوم القيامة أمر غيبي والسبب بسيط كما في الآية الكريمة ( يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنْ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ)، قد يقول قائل لكن ما يدور من أحداث ينذر بشيء وهنا ألتفت إلى الغصن الثاني: السياسي، فذلك الغصن تكرر مشهده على مر التاريخ مئات المرات لكن تسارع إيقاعه اليوم من أحداث متفرعة جغرافيا ووجود تسليط إعلامي مكثف لا يعني أن نحمل المشهد أكثر مما يتحمله وبالتالي اليوم نشهد استقراراً وأن كان نسبياً، أما الغصن الثالث: فهو ما يشهده العالم من كوارث بيئية فهذا الغصن أجد حجتي فيه أقوى (من باب تخصصي العلمي) اذ ان هذه الكوارث تعتبر حركات طبيعية نتيجة حركات تحدث في باطن الأرض نشهدها نحن على هيئة زلازل وبراكين، ففي السابق كانت هذه الأحداث أكثر عنفواناً فيعتبر الزمن الحالي زمن هدوء نسبي- أي على نقيض ما يشار إليه حاليا- كما أيضا منذ حوالي 11 ألف سنة كانت هناك شبكة من الوديان في الكويت الممتلئة بمياه الأنهار والآن نعيش فترة جفاف وبتالي هل هذا الجفاف يعني فناء البشرية؟ الإجابة هي بالنفي والدليل عيشنا بنعمة ولله الحمد في الفترة الحالية.
بالنهاية هناك أمور كثيرة لا يسعني ذكرها وشرحها والتعليق عليها، والهدف عدم تحميل أي ظاهرة أكثر مما تحتمل ومحاولة ربطها بأمور محسومة عقائديا، فالعبرة ليس بمعرفة وتأويل قرب أو بعد يوم القيامة بل العبرة بتهذيب النفس الأبدي حتى وان كان هناك علم يقيني- جدلاً- ببعد يوم المعاد! لان مثل هذه الأفكار يعني تحسين الخلق بسبب الإحساس بقرب يوم المعاد لا لمصلحة نابعة من الذات، وعند رجوع الأمور على وتيرتها السابقة (او ربما نسيان تفاصيل تلك الرسالة التي تتحدث عن قرب يوم القيامة) يحدث الرجوع لما كنا عليه من أخلاق، فقول الإمام علي- عليه السلام - (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا وأعمل لأخرتك كأنك تموت غدا)، يتجلى في كيفية التعاطي مع مثل هذه الأفكار والحل هو الموازنة بين العمل للدنيا وللآخرة.

الاثنين، 25 أبريل 2011

زنزانة في المنزل!

يلوم البعض الشباب في تقاعسه من ناحية عطائه بشكل عام، وهذا اللوم في اعتقادي بمحله، والبعض الآخر يطلق عبارة تدل على انعدام الذكاء في قول «عطوهم فرصة»، ردي على اللوم سيكون موضع المقالة أما ردي على العبارة معدومة الذكاء هو ان الانسان الناجح هو من يصنع الفرص، ولا صبر لديه لينتظر الفرصة حتى ينتظر من يدافع عنه!، اما سبب تقاعس الشباب هو وجود زنزانة في المنزل أخذت عباءه الـ«ديوانية»، فبالبداية الوقت المفرط في تلك الديوانية يجعل من المنزل مكاناً للنوم وفي العمل صباح اليوم التالي مكاناً لاثبات فشل الحياة، حيث ماذا ننتظر من انسان قضى كل ليلة في استنشاق دخان السجائر وبصورة شبه يومية أكل الوجبات السريعة، وفي أحسن الاحوال كان هم تلك المجموعة هو تداول أدوية للعضلات مع نظام غذائي للجسم فقط ويهمش «وبعض الاحيان على حساب» العقل، ايضا بعد ذلك على الرغم من هشاشة المواضيع المطروحة استخدامهم لمفردات بذيئة تعودهم على قلة الاحترام في ما بينهم، ويمكن لأي شخص الاستطراد في ما يحدث بتلك الزنزانة ان كان
هذا الشائع بها، فهل نتأمل بأن تكون تلك المجموعة بعد الافراج عنها، هيئة عليا في وكالة صواريخ؟ ام نتأمل بهم موقفاً من أي حدث؟
تلك الزنزانة كتبت اسامي مرتاديها في صفحة الاموات واصبح الشباب من شباب يتأمل المجتمع بهم للغد الى رقم ليزيد تعداد السكان. ولكسر قيود تلك الزنزانة باعتقادي هناك طرق عديدة قد يختلف كل منا فيها الا ان الاتفاق الذي لا جدال فيه وهو كيفية سحب الشاب من تلك الزنزانة الى الحياة، باعتقادي الحوار بأدق تفاصيله يلعب الدور كله، من تلك التفاصيل درجة الصوت اللازمة الكلام يجب ان يكون فيه تناغم مع الهدف، الاحساس في هذا الجيل مستواه عال فهو ليس في مرحلة الطفولة ليكون في جو اللامبالاة ولا مرحلة الكبر، ليتغلف قلبه لأي سبب كان عن سماع الآخر- مع اعتقادي ان هناك طريقة لمحاورة اي شخص مهما كانت درجة بُعده، فنحن افراد المجتمع علينا عبء المحافظة على مجتمعاتنا، ولا ننتظر أي صدمة افاقة يكون بعدها المشكلة في مراحلها المتأخرة يصعب حلها.

الخميس، 21 أبريل 2011

السياسي المفقود

أعداد الناشطين السياسيين لاحصر لها، اذ غدت السياسية شغل من لا شغل له، لذلك نفتقد السياسي بمعنى ما تعنيه الكلمة او ما اطلقت عليه بعنوان المقالة «السياسي المفقود»، فغالبا ما يتجمل السياسي بلمسات شيطانية تجعل منه يشتم تحت عنوان صريح، يفتقد معظم السياسيين للديبلوماسية، حيث من وجهة نظري الديبلوماسية هي نهج النفس الصافي، وليس الطائفي وأسلوب الحوار الراقي لكسب المطالب السياسية وايضا الحفاظ على صورة ما يمكن ان نطلق عليه «ما قبل السياسي» أي صورة الانسان السوي، فيرتقي السياسي بإنسانيته بمطالب تعم على المجتمع بخير وبمواجهة الوحوش بخلق فريد نفتقده حاليا، بل ويقرب الى فكره كل انسان بعيد عنه، فيصبح السياسي في غياب الديبلوماسية انسانا مزعجا، بذيء اللسان، عالي الصوت وإلى ما ذلك، فيتساقط السياسي في ظل مجتمع ليس هو أهلٌ له «المجتمع السياسي» ويصبح في أقبح صورة.
فالديبلوماسية تمكن السياسي بتحويل كل محنة الى منحة، وممكن تحويل سلبيات الخصم الى ايجابيات للسياسي من دون أي جهد فقط بتفاديها!، تفادي الطائفية واتهام الغير بسوء الخلق والى ماذلك، وتغدي الخصومة لذات السياسي المفقود، لذلك يقول احد الاشخاص لسيدة في احد المؤتمرات: (ان الديبلوماسي هو الذي يقول «نعم» ويعني بها «ربما» ويقول ربما ويعني بها «لا» واذا قال «لا» فهو ليس بديبلوماسي)، انا لا ارفع شعار التمسك بمفردات الديبلوماسي، بل ارفع شعار التفكير بمنهجية اختيار المصطلحات والمفردات، التي تلبي المعنى نفسه لكن برقيّ، وبهذا ارى هناك فرصة لجيل جديد من الشباب أن يكتسح الساحة السياسية لا بعدد الناخبين أو بعدد ما يمتلكه من مستندات تثبت إدانة الخصم بل بلغة راقية ولو كانت المطالب متواضعة، وهنيئا لمجتمع يقوده إنسان راق خلقا ومنطقا، فهو بذلك يكون اسطورة ويقي نفسه من شراسة صفحات اليوتيوب ويقصر من طريق تحقيق أي مطلب أو أمد تسويق أي فكرة، الا أن السؤال هنا... أين ذاك السياسي المفقود؟!


الثلاثاء، 29 مارس 2011

معركة مجانية .. !


نوع جديد من المعارك ظهر مع ظهور الثورات والمظاهرات العربية , هي المعركة المجانية ! لا خسارة ماديه فيها ولا أسلحة ولا عدو أصلا في هذه المعركة , كل يقوم بها السياسي بترجل من وحل أفكاره , ويمتطي المنصة فيطل علينا بوجهه العكر , فيهاجم عدو لا وجود له , فكل ما يقوم به هو تصوير عدوه الأزل بأنه هو سبب في كل ما يحدث من خسائر بشرية واقتصادية , وتوترات سياسية وربما لو بمقدوره باتهامه هو من حرض المدرس في الفيديو المشهور حديثا بسب الطلبة لما قصر في ذلك

فعلى سبيل المثال لو انقلبت الآية وكان متظاهرين  مملكة البحرين هم أقلية شيعية وأكثرية سنية , كان أيضا سيتم اتهام إيران وأنها أجنده خارجية وأيضا سيقول نفس الخطاب لكن تبديل بعض الكلمات , وهنا علي ان أوضح أمر مهم  انا لا استخف في مملكة البحرين ولا في الشيعة ولا في السنة ولا في أي حراك سياسي يحدث في الساحة , الإ ان التكسب المبالغ فيه والهمجي من وراء مشاكل الآخرين أمر يعكر صفاء المجتمع ويزيد شحن التوتر , فمثل هذا السياسي لن يعي سواد ما يقوم به ما دام هناك  أيادي سوداء تصفق له او ترسل رسائل قصيرة للقناة التي يظهر بها !

برأيي علاج هذا السياسي هو يبدأ وينتهي بالمجتمع , على كل من ينبذ هذا السياسي أو ذاك أو ينبذ الفعل او ذاك , استهجان الفعل بطريقة سلمية ( كما ثورة مصر التي أصبحت منهل سياسي اجتماعي) , وأفضل ما يقام به باعتقادي هو حشد انترنتي (وبالأخص فيس بوك ) لنبذ الفعل او ما قال به فلان , وضرورة الالتزام بالمظهر السلمي , الذي يقتضي بمثل هذا الحشد عدم الإساءة لشخص احد مهما بلغ فعله , بل بالعكس تقديم احترامه وتأخير لومه , فلا أرى ضرورة أن يدخل التاريخ ( وايضا صفحات الفيس بوك ) أي شخص لا يرتقي مقامه أكثر من اسم وصوره في أثبات هويته , ليكون هذا الحشد مثمر بظاهرة اجتماعية صحية , كما يجب ان يعي الحشد بأن سيناريو أي حشد يقتضي بوجود فتن أو شتائم أو ماشابه ذلك من اطراف مندسة هدفها تشويه الجميل وقلب الأولويات , فمن يدفع تكلفة هذه المعركة هم افراد المتجمع وبالتالي تكون مجانية لذاك السياسي وتبقى معركة مجانية .. !

الخميس، 24 مارس 2011

وبالوالدين احسانا .. !


في سورة مريم الآية الكريمة تقول { يَازَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ اسْمُهُ يَحْيَى } , نستشف من الآية الكريمة أن يحيى كان بشرى لزكريا , وكذلك البنون هم علاوة على ذلك من زينة للدنيا كما بسورة الكهف الاية الكريمة } المال والبنون زينة الحياة الدنيا{ , فكم هو جميل أن نكون خير البشرى ونعم الزينة , ويتم ذلك من حصول الوالدين على أكثر من ما يتمنون من بر والمعاملة السامية الراقية وإحسان من الأبناء , في البداية كأمر من الله – عز وجل – في بر الوالدين , فنحن علينا أن نتقن هذا البر , فلا مجد في ذلك لأنه أمر سماوي مفروض على الجميع , فلا بد لمجتمع مثقف ومتعلم أن يتميز بره ويكون الأبناء خير سفراء لمنازلهم  بخلاف إطاعة الأوامر اللاهية لمجرد هي أمر, فعندما تندمج تلك المعاملة مع روحانية في حب الوالدين و تكون جميع معاملات الأبناء ليحصلوا على جملة ( رحم الله والديك ) , التالي يكون كل أبن منبع للخير والبشرى كما كان يحيى لزكريا ! , لنفوز بهذا السعي المشكور ونستبشر – أي نحن الأبناء – بجنات تدوم وحور , لنكن قبلات تتوزع ما بين أرجل وأكف وجباه آبائنا وأمهاتنا , و نتعطر بكل قطرة تعب من جبينهم نزلت لتربينا , فقبل فوات الأوان .. ! وقبل ذهاب احدهم إلى جوار الباري - عز وجل – فهجر احدهم حزن ابدًا لن يهاجر من قلب ابن مقصر , ويندم على كل ثانية لم نكن فيها تلك بشرى والزينة سواء عندما يتمعن في القران الكريم أو احد الأشخاص في المجتمع , يتوجب علينا أن نكون هدية لهم كما هم نعمة لنا , فهم منبع الحنان , فهذا الأب يجوع ليشبع الأبناء , وتلك الأم تركت الحياة لراحتهم , فأين المقصرون من هذا ؟ وهل هناك عدل بأن يجازا الوالدين بمعاملة جامدة وأن لم يكن فيها أي إهانة أو سوء لهم ؟! , الأب والأم هما الحاء والباء أي الحب ! , لنكن كما الزهراء – عليها السلام – أم أبيها , ولنحيي المودة في حياتنا كما عيسى بن مريم – عليهما السلام - و إحياءه للطير  , لنكن رحمة لهم  , فقبل فوات الأوان لنعطر خدودهم بقبلاتنا , وقلوبنا براضهم  , مسامعهم ببشرى تزفها أصواتنا لهم , فهم من حسبوا لنا أنفسنا لنكبر , فقليلُ عليهم كل الدهور لتعويض ثانية من ثواني خوفهم أو قلقهم علينا , لنكسر حسرة فقدان احدهم قبل ولادتها , فالفرصة لدينا وبين أيدينا , فما أراه من انشغال بالدنيا ربما يكون هو سبب لهذه الولادة التي نخشاها , كما يروى أن رجلا فقيرا كانت له زوجة وأولاد وأب عجوز, وكانت امرأته تضيق بأبيه, ولا تكف عن إظهار ضجرها من وجوده, حتى قرر الرجل في يوم من الأيام أن يتخلص منه, فقال له: فلنخرج إلى الجبل يا أبتاه لنشم الهواء الطيب. وحمله على كتفه ومضى ميمما – أي الظافر بمطالبه - شطر الجبل, والأب العجوز ساكت لا يقول شيئا, وعندما وصل الرجل إلى حافة من حواف الجبل العالية أنزل والده عن كاهله وقال: ننزل هنا. فقال له الأب بصوت واهن: ليس هذا الموضع, بل إلى الأمام قليلا.. فدهش الرجل. وقال العجوز: نفس الذي تريد فعله بي يا ولدي, فعلته بأبي وأنا شاب مثلك. حملته إلى الجبل وألقيته من فوق حافته التي هناك. إنه يا ولدي لا يغفل ولا ينام وكما تدين تدان , فلأي سبب كان وقبل فوات الأوان لنكون ما يتمناه هم , كما كانوا ما نتمناه نحن .. !

اهداء: الـى الذي ربياني صغيرا أبي العزيز امي الغالية والى كل أب وام

السبت، 5 مارس 2011

كيمياء النقود

هو ذاك عديل الروح هو وقود بعض الناس فيقودهم الى الدرك الاسفل، فالمُرديان بالحياة هما المال والأمل، ومن ينشغل بهما لم يعرف ما المُنجيان وهما العلم والعمل، لذلك انجح الاشخاص في المجتمعات هم من كان وقودهم المنجيين، فكيمياء النقود عندما تتفاعل مع شهوة الإنسان مع غياب المنجيين يجري بدمه هرمون النقود بين كرات الدم البيضاء والحمراء، فهرمون النقود يُسير الإنسان الى تقديسها وتصبح هي الشغل الشاغل له ليفقد لذة العلم والعمل، فممكن ان يكون كسب النقود بطريقة مشروعة لكنها تصبح هم واولوية الإنسان وغاية في حياة لا وسيلة، وتلهيه عن ذكر الله- عز وجل- سواء بالعبادة أم بالعمل الصالح، وذاك الهرمون يخل بميزان النظرة العادلة للمجتمع إلى أن ينكسر ذاك الميزان، فنلاحظ تقسيم الناس الى فئات وطبقات يتوجه التقدير والإجلال لنقود تلك الفئة لا لذواتهم ولو بقي الامر على هذا الحال لكنا في نصف «قضية مجتمعية»، الا أنها تكتمل حين تفقد فئة الاخرى وقارها للسبب ذاته، فكيمياء النقود تجعل بعض الناس يغفلون عن أخطاء من يجلون بسبب وجود النقود الى ان تستفحل اخطاؤهم وتكثر المشاكل في المجتمع، وهذة جريمة مجتمعية، بل وتجعلهم مجرمين في المجتمع، القانون لا يجرم تلك الأفعال الضارة بالمجتمع، فليس هناك عقوبة لاحترام إنسان وضيع، او عدم الاكتراث بالشرعية المجتمعية للسلوك، لكن هناك أعراف وتقاليد التي أيضا تحكمها العدالة التي يميزها الإنسان حتى ولو كان وحيدا في الفيافي لا اجتماع له، لكن تلك طبيعة النفس وهي أمارة بالسوء، تغفل عن عذابها بلحظة فيمتد شريط الآمال والأحلام الوردية التي تسكر الإنسان، فهذا فيروس اجتماعي ينشط بسبب هرمون النقود، فتعسا لتلك المعادلة الكيميائية الشاذة غير الموزونة التي تقلب الباطل حقا، ولكن يزداد كمال المنجيين في وقت ازدياد المرديين سوادهما، كما نور البدر في الليلة الظلماء، فالعلم والعمل يوصلان إلى المال بطريقة شرعية وبلذة أكثر الا ان النظرة للمال تكون دونية وممتزجة بالتواضع وتقدير للذوات لا للحسابات البنكية، فبالمنجيان يتحقق أعمار المجتمعات اعمارا حقيقيا دائما ماديا ومعنويا، حيث المبدأ السليم الذي بٌوصل إلى زينة الحياة «المال» مبدأ راق لا أنانية فيه، يرتقي بالنفوس والبُنيان ، كما أنه ممزوج بحب الخير للجميع والنظر إلى إله العالمين نظرة المحتاج إلى الكريم، فتنطلق المجتمعات لأن بالعلم والعمل يتم التقرب لله- عز وجل- لما فيه من خير للبلاد والعباد، فيا مفني العمر في عصيان خالقه أفق فإنك من خمر المرديين ثمل!
جدير بنا أن نذكر مثالا دارت واجتمعت عليه الأضداد، ليقتطف كل منهم ثماره، فموقف «سفير الحسين» مسلم بن عقيل بن ابي طالب عليه السلام- أجدر بالطرح والتحليل، عندما وقف وحيدًا فريدًا عند منزل امرأة يقال لها طوعة التي اسقته الماء ثم سألته للذهاب فكان رده أن لا عشيرة ولا منزل له في الكوفة فاستضافته في منزلها الآخر بعد علمها انه سفير الحسين وعلمها أيضا انها قد تتعرض للسجن أو للإعدام، ووجود جائزة لمن يسلمه إلى السلطان، فتلك طوعة طاوعتها نفسها «للمنجيين» في سبيل المساعدة لتوصيل رسالة الإمام الحسين عليه السلام، أما من قاتلة بعد ذلك فكان هدفه جائزة السلطان والتقرب والتودد إليه، كان هدفه ذاك العرش والتاج، فالحق والباطل واضحان واثرهما على المجتمع، بين عمل بدايته سقاية العطشان واستضافة الغريب، وبين القتل ولو على حساب الدين الذي هو أساس المجتمع، فالمال يعمي البصيرة، لذلك لا سبيل عن التثقيف الديني للمجتمعات التي ترتقي بعقولها لمرحلة لا يمكن أن توصلها الدراسات الاجتماعية وحدها.


الاثنين، 28 فبراير 2011

التعليم... بين كم وكيف

في أي مكان في القطاع العام والخاص، نتعامل مع الموظفين والمسؤولين بكل أنواعهم النشيط والخامل، والغني بمعرفة أمور العمل والفقير بها والى ما شابه من تلك الصفات التي تعكس البيئة التعليمية التي خرج منها، فعلى سبيل المثال إذا وجد الطبيب الذي يناقش مرضاه ويثقفهم هذا يدل على نوع الدراسة التي ركزت على جانب تثقيف المريض بموازاة مع علاجه، أيضا في بعض الأماكن الحكومية «كتجربة شخصية»، هناك من المسؤولين من يعمل بجانب موظفيه بهدف تسيير العمل بأفضل صورة.
مما سبق يتضح لنا أهمية البيئة التعليمية والتعليم بشكل خاص، أما بشكل عام فالجميع على دارية بأهمية التعليم وكيفية انتشال الإنسان من قعر الجهل إلى قمم العلم، فتفقر مؤسساتنا التعليمية «الابتدائية المتوسطة الثانوية»، إلى الـ«كيف»، وهي جودة البيئة الدراسية والمحتوى الدراسي وتركز على الـ«كم» إلى أن بات امتحان نهاية الفصل شبحا خلق من البيئة التعليمية بيئة طاردة غير جاذبة إلى التعليم والتثقيف والقراءة حيث الـ«كم» الهائل اصبح عبئا على الطالب، فالمطلوب بكل اختصار من المسؤولين بوزارة التربية هو الاهتمام والتركيز بنوعية الدراسة، فكيفية تثبيت المعلومة وفهمها منطقيا هو نجاح والفشل في تحفيظها، وكيفية تعليم الطالب مبادئ العلوم وغرس روح حب القراءة والاستطلاع والتنافس مابين الطلبة فيما بينهم بالمعلومات هو جوهر الدراسة وبقية الشكليات الأخرى التي أخذت مساحة اكبر من اللازم هي القشور، فخلق من المدرسة بيئة جاذبة من ناحية الأنشطة غير التقليدية التي تواكب أعمار الطلاب وتفهم شخصياتهم، ووجود مدرسين لهم الخبرة في التعامل مع الطلاب قبل الخبرة بالمنهج هو لب القرارات، التي يجب أن تصدر بين حين وآخر، فغفلت المدارس عن الأيام المفتوحة التي يجب أن تكون بصورة اكبر ولو زادت مدة الفصل الدراسي فلماذا علينا ان نلتزم بجدول زمني محدد وهو في بعض الأحيان لا يخدم مصالحنا ونحن بقدرة على تعديل وتغير الفترات المجدولة سابقا حسب الظروف، وايضا غاب الكيف عن عمل الحلقات النقاشية بين الطلاب والهيئة الإدارية في كل مدرسة الى ان باتت الهيئة الإدارية تنفذ قرارات الوزارة فقط ولا تصدر قرارا يتمشى مع كل مدرسة باعتبارها مدرسة لها شؤونها الخاصة فأين الابتداع المدروس الذي يخدم الطالب، وأين الثانويات المتخصصة في الطب أو الهندسة أو الرياضة أو الإخراج السينمائي، إذ يجب التقاط المواهب من عمر مبكر وعدم اعطاء تلك الفترة الطويلة «للوصول الى المرحلة الجامعية واختيار التخصص» وقت لقتل الموهبة، وأين خبرات المدرسين واصدارهم الاستبيانات لتفهم طبيعة كل فصل، فهي الإشارات التي يمكن ان توصل الى نتائج رائعة، فيجب أن تكون مخرجات التعليم طلابا لهم صولات وجولات في العلم بمعنى الكلمة! وإعطاء الجديد، فالمهمة الاقتصادية بنظري على وزارة التربية اكبر منها على وزارة النفط، حيث وزارة التربية ممكن أن تنتج موارد بشرية تقفز بالكويت على جميع المستويات، فنحن ولله الحمد لسنا بحاجة إلى تدرج في تطبيق تطورات التعليمية بل بحاجة إلى قفزات تواكب الدول المتقدمة، بل يجب أن تكون تطلعاتنا في التنافس معهم ليس فقط الوصول اليهم، و الأمل الكبير في وزارة التربية في تخطي تلك الصعاب، وفقنا الله وإياكم في بداية الفصل الدراسي الجديد.


الأحد، 27 فبراير 2011

التعليم... بين كم وكيف

في أي مكان في القطاع العام والخاص، نتعامل مع الموظفين والمسؤولين بكل أنواعهم النشيط والخامل، والغني بمعرفة أمور العمل والفقير بها والى ما شابه من تلك الصفات التي تعكس البيئة التعليمية التي خرج منها، فعلى سبيل المثال إذا وجد الطبيب الذي يناقش مرضاه ويثقفهم هذا يدل على نوع الدراسة التي ركزت على جانب تثقيف المريض بموازاة مع علاجه، أيضا في بعض الأماكن الحكومية «كتجربة شخصية»، هناك من المسؤولين من يعمل بجانب موظفيه بهدف تسيير العمل بأفضل صورة.
مما سبق يتضح لنا أهمية البيئة التعليمية والتعليم بشكل خاص، أما بشكل عام فالجميع على دارية بأهمية التعليم وكيفية انتشال الإنسان من قعر الجهل إلى قمم العلم، فتفقر مؤسساتنا التعليمية «الابتدائية المتوسطة الثانوية»، إلى الـ«كيف»، وهي جودة البيئة الدراسية والمحتوى الدراسي وتركز على الـ«كم» إلى أن بات امتحان نهاية الفصل شبحا خلق من البيئة التعليمية بيئة طاردة غير جاذبة إلى التعليم والتثقيف والقراءة حيث الـ«كم» الهائل اصبح عبئا على الطالب، فالمطلوب بكل اختصار من المسؤولين بوزارة التربية هو الاهتمام والتركيز بنوعية الدراسة، فكيفية تثبيت المعلومة وفهمها منطقيا هو نجاح والفشل في تحفيظها، وكيفية تعليم الطالب مبادئ العلوم وغرس روح حب القراءة والاستطلاع والتنافس مابين الطلبة فيما بينهم بالمعلومات هو جوهر الدراسة وبقية الشكليات الأخرى التي أخذت مساحة اكبر من اللازم هي القشور، فخلق من المدرسة بيئة جاذبة من ناحية الأنشطة غير التقليدية التي تواكب أعمار الطلاب وتفهم شخصياتهم، ووجود مدرسين لهم الخبرة في التعامل مع الطلاب قبل الخبرة بالمنهج هو لب القرارات، التي يجب أن تصدر بين حين وآخر، فغفلت المدارس عن الأيام المفتوحة التي يجب أن تكون بصورة اكبر ولو زادت مدة الفصل الدراسي فلماذا علينا ان نلتزم بجدول زمني محدد وهو في بعض الأحيان لا يخدم مصالحنا ونحن بقدرة على تعديل وتغير الفترات المجدولة سابقا حسب الظروف، وايضا غاب الكيف عن عمل الحلقات النقاشية بين الطلاب والهيئة الإدارية في كل مدرسة الى ان باتت الهيئة الإدارية تنفذ قرارات الوزارة فقط ولا تصدر قرارا يتمشى مع كل مدرسة باعتبارها مدرسة لها شؤونها الخاصة فأين الابتداع المدروس الذي يخدم الطالب، وأين الثانويات المتخصصة في الطب أو الهندسة أو الرياضة أو الإخراج السينمائي، إذ يجب التقاط المواهب من عمر مبكر وعدم اعطاء تلك الفترة الطويلة «للوصول الى المرحلة الجامعية واختيار التخصص» وقت لقتل الموهبة، وأين خبرات المدرسين واصدارهم الاستبيانات لتفهم طبيعة كل فصل، فهي الإشارات التي يمكن ان توصل الى نتائج رائعة، فيجب أن تكون مخرجات التعليم طلابا لهم صولات وجولات في العلم بمعنى الكلمة! وإعطاء الجديد، فالمهمة الاقتصادية بنظري على وزارة التربية اكبر منها على وزارة النفط، حيث وزارة التربية ممكن أن تنتج موارد بشرية تقفز بالكويت على جميع المستويات، فنحن ولله الحمد لسنا بحاجة إلى تدرج في تطبيق تطورات التعليمية بل بحاجة إلى قفزات تواكب الدول المتقدمة، بل يجب أن تكون تطلعاتنا في التنافس معهم ليس فقط الوصول اليهم، و الأمل الكبير في وزارة التربية في تخطي تلك الصعاب، وفقنا الله وإياكم في بداية الفصل الدراسي الجديد.

الاثنين، 14 فبراير 2011

خدعة الحضارة والسلوك الحضاري ..!


 نسمع كثيرا ممن هم أكبر منا سنًا بأن هذا الزمان فيه من الفساد ما يشيب رأس الرضيع , ومن الجرائم ما لا يخطر على البال , وهذا الزمان أيضا هو أتعس من الزمان السابق , في الحقيقة إن لكل فرد منا مساهمة في شيوع ما يجعلنا نشتم هذا الزمان أو ما يجعلنا نتنعم به , فبكل اختصار إن ما ينتج منا من سكوت عن الظواهر السلبية على سبيل المثال المعاكسات , يؤدي إلى استفحالها فلا يوجد شخص يلوم أو ينهى الفاعل على هذا الفعل الرديء , وبالتالي يكون لنا مشاركة – بطريقة غير مباشرة - في هذه الجريمة , فقد يسمي البعض هذا السكوت بالحضارة التي لبس معناها ثوب العيش بمعزل عن تصرفات الآخرين ولا دخل لأي إنسان في حياة الأخر ,  فهذا هو ما يمكن أن نطلق عليه خدعة الحضارة , فهي خدعة وقع الكثير منا فيها , لكن يجب على كل إنسان ان ينهى عن أي منكر بطريقة حضارية وسلوك حضاري فلا يجب علينا أن نوبخ بشكل مبالغ فيه لمن يقوم بمثل هذا الجرم ( أي المعاكسات ) فالنصيحة الايجابية او النظرة التي تعبر عن حقارة هذا الفعل ممكن أن تفي بالغرض , وأبسط شيء عدم الهدنة مع هذا الشخص محاولة منا تسليط ضوء الذنب على الفاعل , وهذا ما يسمى بعلم الاجتماع بالـ ( حصار الاجتماعي ) الذي له دور كبير في تأديب الفاعل ويعتبر أيضا علم الاجتماع الجيرة وسيلة من وسائل الضبط , فإذا كان الجار لاحظ انحراف سلوكي لجارة ودار الجار وجهه كـنوع من التأديب فيعتبر هذا وسيلة من وسائل الضبط , وعلى النقيض من هذه الأفعال ( الجرائم ) وردة أفعال المجتمع عليها , فيجب علينا إقرار العمل الصحيح كنوع من تثبيت وتأصيل هذا العمل في مجتمعنا , على سبيل المثال إذا وجدنا من يوقر كبيرنا ومن يحتشم نسائنا ومن يرحم صغيرنا , فيجب أن يصدر منا ما يشجع ويحيي  ويرفع قبعة الاحترام لهذا الفعل , وابسط التصريح هو الابتسامة او الكلمة الجميلة إن تعثر الحديث جانبي الذي يشجع على معاودة هذا السلوك وبالتالي ما قمنا به هو سلوك حضاري ويؤدي إلى حضارة سلمية وصحية من الجانب الاجتماعي ومن الجانب الديني خالية من الشوائب.

فـي القلب حاجـة .. !

الشوق استوى وقلبي قادني حيث أقماري , الى العراق رغم قسوت الجو والأمان الا أن ( الجزاء على قدر المشقة ) , فما الذي يجعل الملاين من الزوار من كل المذاهب يزورون تلك الأماكن المقدسة سواء في العراق أو في أي بقعة كانت , وبالطبع هذه الثقافة ليست موجودة فقط عند الطائفة الشيعة كما هو ظاهر إعلاميا , بل هناك من الإخوة السنة من يؤمن بها , لكل شخص منا حاجات وأمور يدعو الله – عز وجل – أن يقضيها , فتلك الأضرحة المقدسة وللمكانة العالية لشخص اصحابها , فيعتبرون وسيلة لقضاء تلك الحاجات وايضا بها تكثر العبادات وذكر الله – عز وجل – لتيسير الأمور , فكما المقصد من تقبيل الغلاف المادي للقران الكريم هو إكرام وإجلال محتواه , أيضا الأمر ذاته في زيارة الأماكن المقدسة , فليس القصد هو ظاهر هو تقبيل ذهب أو رخام , فالإنسان بحاجة إلى الأعمال الروحانية وزيارة أولياء الله وتفاعل معهم , ويأمرونه فيأتمر وينهونه فينتهي ويكون هناك تفاعل بين الزائر وبين اولياء الله , لتنبض القلوب بكل ما هو مقرب من الله - عز وجل , فأولياء الله هم أسياد الجود ويكرمون قاصديهم , فزوار أولياء الله ( بأذن الله ) لهم رحمة وشفاعة وقرة عين وحاجاتهم موكلة لهم لقضائها لما لهم من مقام عالي عند العزيز المقتدر فعلى قدر الصفاء والنية تكون الحاجات الزائر مقضية  , فإذا  اشتد ظلام الليالي بالعثرات والمصاعب شعوا أولياء الله كأنهم كواكب فهم دواء لكل رجاء و ميسرين لكل الحاجات , فهم شموس تفيض بتلبية الحاجات وما قصدهم احد آلا وتقضى حاجته , وهذا واقع عشت به  كما مر به العديد و لم ( ولن ) يرتد صدى سائل في تلك الأماكن المقدسة  , فالزوار يأتون بحزن يعقوب وصبر أيوب و بصوت ولحن داوود ( عليهم السلام ) , وهذا يبين رحمة الله – عز وجل – للمسلمين اذ سخر لهم عدد من الأماكن المقدسة , حيث كل مكان يمتلك جو روحاني ديني خاص به , كما أن طبيعة تلك الاماكن تكون بدعاء للمسلمين جميعا ولا يقتصر عطاء أولياء الله على فئة دون أخرى , وبالنهاية يجب ان يكون يقين زوار تلك العتبات المقدسة ودور العبادة أنهم ليسوا بالخيبة راجعون و أدعو الله أن يدوم علينا نعمة الأمن والأمان في هذا البلد في ظل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.

إضاءة: زيارة تلك العتبات المقدسة مستحبة وهي تعتبر دور عبادة اذ يذكر فيها اسم الله عز وجل , ودور العبادة بما فيها من حسينيات لا تستفز إلا كل شيطان رجيم  فلا يوجد أي مسلم يحارب مكان فيها ذكر الله عز وجل و المقصد من هذا الموضوع هو تقريب وجهات النظر لمن يغيب عنه مايدور فعليا في تلك العتبات المقدسة

الأربعاء، 26 يناير 2011

قهوة تركية .. !


جميلـةٌ هي القهوة التركية بعد صلاة فجر , وحينها الشعور بالخمول والكسل يبدأ يتلاشى , ويستعرض الإنسان جدول أعمالة في ( البوم ) ذهـني , سبحانه وتعالى خلق العمل والكسل خلق النجاح والفشل , فالإنسان هو الذي يعزف لحن حياته , فإما يكون ذاك اللحن الحزين الذي يكون العازفين فيه فرقة منتقاة بعشوائية , فعازف البيانو هو (موقف محرج) يتذكره دائما ولا يتعثر عليه نسيانه , أما عازف الكمان فهو (فشل وقف عنده) وكأنه وقع عقد احتكار مدى الحياة في تلك الوقفة , أما باقي أعضاء الفرقة هم أعضاء يتناوبون كل فترة , لينبض هذا اللحن باليأس الذي يطفئ كل لون في حياة الإنسان , أما اللحن الثاني فقائد الاوركسترا هو (ثقته بنفسه) حيث يتميز هذا القائد (بعصي سحرية) يفني بها كل عازف يُنشز اللحن ويستبدلهم (بنظرة مستقبلية) و (قدوة حسنة) والى ما شاء الله من عازفين محترفين في صناعة سحر لحن الحياة , فكيف يختار الإنسان الفرقة المناسبة للوصول إلى اهدافة والخروج من الإطار التقليدي هو أمر لا نقاش فية واقف على الإنسان , فكثيرا ما يحزنني هو شتم الماضي الأليم بعكس ما يفرحني عَصر ذاك الماضي أو استخلاص منه الفائدة , فمن يختار اللحن الأولى أو الثاني يتشاركون بنفس عدد ساعات اليوم والبداية بتلك القهوة التركية , لكن شتان بين تلك الـدقائق الخمس في ذهن الإنسان بين ناجح وفاشل , ليس معنى ( ولا مرتبط ) النجاح بالثروة المادية , بقدر ما هو مرتبط بالعقلية والثقافية والأخلاقية والروحية , فسنن التقدم والوصول إلى الثورة باتت معروفة وسهلة للحريص , ولا أبداع في معرفتها وحفظها وترديدها , لكن الإبداع في كيفية تطبيق وترقية الروح بعزف اللحن المطلوب للوصول إلى الغاية , من المهم جدا معرفة ان العديد من الناس قد يخفق في اختيار لحنة في البداية وهذا أمر طبيعي , فالمعلم في الحياة أما يكون متخرج من جامعة ( نشوة النجاح ) أو ( مرارة الخسارة ) , فيحتاج الإنسان صبر لينتقي ما يريده , كما هو اختيار بن القهوة التركية , فقد لا يوفق باختياره من أول مرة , ألا أن التجربة والتكرار والتذوق هي الأساس في معرفة البن الممتاز .

الخميس، 20 يناير 2011

مستقبل الكوميديا العربية


يختلف الناس في اختيارهم لنوعية الافلام أو المسلسلات من حيث دراما او سياسية أو خيالية , فربما هناك مجموعة تكرهه ان تشاهد نوع معين , لكن اعتقد ان الكل يتفق على حب مشاهدة أي عمل كوميدي , ولكن للاسف الكوميدي التي تملئ فصول مشاهد مسلسلاتنا ومسرحياتنا وأفلامنا العربية باتت تعيسة , فقد انحدرت بشكل كبير , وربما لصغر سني سوف تكون الأمثلة حديثة نوعا ما , فالبداية الكوميديا التي تكون عناصرها السخرية من شخص , أو تقليد خصلة في شخص معين وتضخيمها , تعتبر كوميديا رخيصة , لا أبداع فيها , بل يمكن أن تسبب جرح للأخرين , وهنا خرجنا من مفهوم عالم الفن وهو العالم الخيالي المثالي الذي يجسد نظرة كاتب معين بالاستعانة بالممثلين , فإذا أستعرضنا مشاهد الكوميديا الحقيقة في الوطن العربي , من منا لم يضحك على  اغلبية مشاهد مسرحية (شاهد ماشفش حاقة) أو (مدرسة المشاغبين) , فتمتاز الكوميديا بتلك الحقبة بأنها تسيير للمواقف لتكون بطريقة كوميدية , والضحك يكون على ردة أفعال لا سخرية , هذا يدل على أمر واحد وهو "الفن من أجل المادة" وليس "الفن من أجل الفن" التي كانت شعار شركة MGM التي تظهر فوق الأسد قبل بداية "توم وجيري" , فسقط في ساحة العراك بين المبادئ والمادة شخصية كبيرة لها وزنها وحضورها اليومي في كل منزل وهي شخصية الأنتاج التلفزيوني والسينمائي العربي , وباتت الكوميديا الأجنبية هي ملاذ محبين السينما التي بسبب ضخامتها نجد فيها ما يستحق المشاهدة , والله أعلم ماذا تخبئ اشرطة الدي في دي في الايام المقبلة , فكما تقلصت الموسيقى الراقية التي برع فيها بيتهوفن أو موزارت الى وضع يخلو من الموسيقى الهادئة والجميلة , التي فعلا يرتاح بها مستمعيها , وباتت الموسيقى الكلاسيكية عبارة عن صوت عصافير و شلالات مع القليل من الإيقاعات , ولا نجد أي مهتم بها , ربما هذا مستقبل الكوميديا العربية .

الخميس، 13 يناير 2011

غصن الصبر


النجاح كشجرة , تنمو شيء فشيء , لا يمكن رؤية النجاح الشخصي حيث يعيش الشخص معه يومًا بيوم , لكن يرى الآخرون نجاح أو أنجاز الإنسان إذ يجدون فجأة ما وصل إلية , تلك الشجرة لها غصون مثمرة , لكن لكل غصن ثمر مميز , فمن تلك الغصون وأجمالها "غصن الصبر" , فينمو هذا الغصن بـ"بطئ" ويحس صاحب تلك الشجرة – أي النجاح – أن هذا الغصن ينمو بـ"توقف".

فلا أستطيع ان أتخيل كيف الايام تمضي , وتتقلب صفحات الأيام إلى ان تصل إلى تلك الصفحة , وهي نهاية فصل وبداية أخر , فذاك الغصن الجميل , فيحتاج الطالب صبر في فترة الدراسة للامتحانات , ويحتاج صبر لرؤية النتائج على قلب يلهب , وصبر أكثر إن كانت النتيجة لا ترضي جهده , كل هذه المراحل يجب أن نمر بها نحن الطلاب لنحصل على ثمرة بداية جديد وتعلم من قديم , ولتمر هذه المرحلة بسلام , يجب على الطالب ان يثق من نفسه ويتوكل على الله – عز وجل , لكن من المهم أن يتذكر الأخوة والأخوات الطلاب , بماذا يستعينوا به ان ضاق بهم الصبر , فأن الله – عز وجل – مع كل صابر , بقولة تعالى بالذكر ( ان الله مع الصابريـن ) , فأعاننا وفقنـا الله وإيـاكم .

الثلاثاء، 11 يناير 2011

المعلوماتية العربية

من خلال استخدامي اليومي للانترنت للبحث والتسلية، واستخدامي للمواقع العربية والاجنبية، احسست بانتقال العدوى من الافلام والمسلسلات العربية لعالم الانترنت العربي، وهذه العدوة تمكنت من جهاز المناعة- في حال كان يوجد جهاز مناعة- لتداول المعلومات بشكل عام في الاعلام والانترنت بشكل خاص، فاقتباس قصص الافلام الاجنبية وسيناريوهاتها اصبحت عادة، وطريقة التصوير وزوايا المشاهد اصبح شيئاً قديماً للحديث به، وايضا هذه العدوة قضت على ابسط بصمات الابداع فيتم تقليد المشاهد الكوميدية بتفاصيلها استخفافا بعقل المشاهد العربي.
انتقل هذا المرض- ان صح التعبير- الى عالم الانترنت العربي، فاصبحت مواقع الانترنت متشابهة الى حد التطابق، ومحتوى هذه المواقع مقتبس ومنقول من دون ذكر اي مصدر، فلا اعثر على اي معلومة مفيدة وغنية في المواقع العربية، بمعنى اخر ليس هناك انتاج فكري في هذا النطاق، انا لا اعفي الثقافات الاخرى من تعاليهم على هذا المرض، لكن ما هو المهم في هذه القضية الاعتقاد بان المواقع والمواضيع العربية جديرة- للاسف- بالمناقشة والاعتقاد بوجود غناء ثقافي بالمواقع العربية «بشكل عام». هذا ما يجعل البعض بالاعتقاد بان التقنيات الجديدة مجرد مضيعة للوقت. تشخيصي المتواضع لحالة الاغتراب الثقافي للمواقع المواقع العربية هو جهل الطبقة المداومة على استخدام الانترنت بالمعلوماتية وتبعياتها من حقوق معلومات وانتاج معلومات والتعامل مع المعلومات وتقنية المعلومات بشكل عام، فعدم مواكبة المعلومات بفروعها يجعل من الركب المتأخر في حالة غربة عن من سبقه في هذا المجال، فنحتاج الى معلومات جديدة الى المواقع العربية يتم تغذيتها من متخصصين في المجال حيث الملام في انتشارالمعلومات المغلوطة هم المتخصصون في المجال، فبكل سهولة يتم النشر لكن ما نحتاجه في عالمنا العربي الى جوهر النشر، لاسترداد مقامنا في هرم التطور، للاستشفاء من الوعكة التي اصابت ثقافتنا العربية العامة يجب ان ينتشلها المتخصصون من الاجواء الملوثة التي تعاني منها، لتستعيد ثقافتنا بريقها.

الاثنين، 3 يناير 2011

نافورة المشاعر

 في كل سنة، يبدع الشعراء والمنشدون والخطباء بعرض قضية اهل البيت- عليهم السلام، مما شدني هذه الأيام هو مقدرة هؤلاء على الابداع المستمر، ايضا يتفق على عشق اهل البيت وتبني قضيتهم كل انسان، على اختلاف الطوائف والاديان، كل فئات المجتمع، واختلفت طريقة حبهم لأهل البيت، فمنهم من احبهم بالفطرة، ومنهم من قرأ، ومنهم من سمع، ومن خلال نظرتي المتواضعة، هذا الاجتماع على حب اهل البيت، كان نتيجة صفاء ونقاء القضية، حيث جذبت اليهم كل من يحمل بداخلة ابسط معاني الانسانية، فبعيدًا عن مجرى طرحهم الديني والسياسي والاجتماعي، لا اجدد مبررا واحدا يمنع من عشق توليفة من ارقى الشخصيات ابدعوا في مشاعرهم لبعضهم البعض، على سبيل المثال قصة أم البنين «فاطمة بنت حزام» - عليها السلام - وهي تطلب من زوجها الامام علي - عليه السلام - بأن يناديها بأم البنين خوفا على مشاعر اولاده، وتأمر ابنها عباس - عليه السلام - بأن يجيب زينب - عليها السلام - قبلها، وفي سؤالها عن الامام الحسين- عليه السلام- قبل سؤالها عن اولادها حبـًا بـه وقربانا لله عز وجل، الا تستدعي هذه المشاعر عشقهم؟ وتصحي روح الانسانية في داخل كل انسان؟ فهم بذلك يوقدون شمعة المشاعر السامية في قلب كل انسان، لذلك اهل البيت ليسوا للمسلمين فقط، بل هم لكل العالم، فتوريث هذه المعاني التي اصبحت تعطرنا ببخورها واريجها مهم جدا ليرتقي الانسان على الامة ويرتوي من هذه النافورة التي وهبنا الله - عز وجل - اياها، نعم خلق الله الانسان ليعمر الارض ويكون خلفيته، لكن اعتقد ان اهل البيت هم بمثابة الاوكسجين الذي من خلاله يتمكن الانسان من تنفيذ مهمته، ربما يجد الانسان طريقا اخر - مزيفا - لينفذ مهمته، لكن لا غنى لنا عن اهل البيت- عليهم السلام، وبهذا المقال احببت ان ابرز مدى افتخاري بأني مسلم كويتي يحب اهل البيت وأدعو الجميع بالاقتداء بأخلاقهم، وايضا أحث على البحث عنهم والتزود بهم لأنهم خير زاد للحياة.