الجمعة، 17 ديسمبر 2010

التعليم المشترك في جامعة الكويت .. ايجابيات دون سلبيات!

التعليم المشترك في جامعة الكويت .. ايجابيات دون سلبيات!
لا اعلم بالتفصيل ما حدث في الساحة الجامعية من احداث ترفض واخرى تؤيد التعليم المشترك ( الاختلاط ) , لكن في هذا المقال سوف اعرض وجهة نظري  بالاختلاط او التعليم المشترك على  المستوى الاكاديمي والاجتماعي والاخلاقي. ترفض الكثير من الجماعات المتشددة  التعليم المشترك بحجة ما يحصل من امور غير اخلاقية ولكن هذا الكلام مرفوض جملة وتفصلا ً , اولا منع التعليم المشترك مطبق في بعض المواد وليس كلها في ما عدا ذلك فاختلاط الطلاب بالطالبات يحدث في بهو الكلية والممرات والاقسام , ثانيا: ان اغلب الطلبة لديهم ساعات فراغ بين المحاضرات ربما بعدد ساعات تفوق ساعات المحاضرات , وبهذا لم يتحقق مطلب الجماعة الرافضة للتعليم المشترك مئة بالمئة , ثالثا: اكثر مواد التخصص تكون مواد للجنسين من الطلاب بسبب عدم توفر اعضاء هيئة تدريس , لكن الاهم من كل هذا , هل كانت مطالبة منع التعليم المشترك بحجة  تعارضه مع العادات الاسلامية ؟ لا اعتقد فقد قنن الاسلام تعامل الرجل بالمرأة ولم يحدد فقط طريق التعامل بان تكون رسمية ومحدودة بل بالعكس فقد كرمها وعززها , اي قد وضع العلاقة في اعلى المرتبات , لذلك من باب اولى تعزيز مفاهيم التعامل الراقي للجنيسين لتتأصل لدينا هذه بين جميع الطلبة بل حتى بين الطلب والموظفين  وان تكون معاملة تعكس مستوى المكان الذي نحن فيه , كما ان في تطبيق التعليم المشترك اتاحة لجميع الطلبة باختيار جميع مواد في جميع الاوقات لعدم تقيدهم بالشعب المقيدة بجنس الطلاب وبذلك يكون للطالب مجال اكثر في ترتيب اوقاته بصورة كبيرة جدا بما يتناسب مع ميولة واهتماماته اليومية وبذلك نكون قد اتحنا فرصة كبيرة جدا للطلبة للممارسة انشطة تعود عليهم بالفائدة وكسرنا حاجز الوقت للطلاب الذي يشتكي منه , فسوف يستفيد الطالب من الوقت لحياته الاكاديمية او حياته الاعتيادية , لكن باعتقادي ان كان رفض التعليم المشترك ليس بحجة الامور غير اخلاقية كما ذكرت في اول المقالة بل هي الرفض لمجرد الرفض واثبات الوجود. وبالحقيقة ان جميع الطلبة ( تقريبا ) في الكلية يعرفون بعضهم البعض والكثير من طلبة لهم اقرباء بالجامعة فلا مجال لأي معاكسات او اعمال لا صلة لها بمجتمعنا ! والاهم من هذا ان الطالب يقضي اكثر من نصف يومه في الجامعة كما يقضي فيها 5 سنوات لذلك من المهم ان تكون علاقته بجميع الطلبة – سواء له علاقة بهم ام لا – ان تكون رائعة وان يكون متحابين ومتصادقين ليشعر جميع الطلاب بانهم بمنزلهم الاخر من الناحية النفسية للاستقرار مع الافراد.
اضاءة:وجود اي ظاهرة غير محببة  لا تعني فشل هذا النظام , بل يعني تفعيل دور مراكز الاستشارات النفسية والاجتماعية لزيادة وعي الطالب , بل قبل ذلك يجب على من يشاهد مثل هذه ( الحالات الفردية ) سواء كانت معاكسة أو حتى رمي ورقة في مكان دون سلة المهملات  أو تدخين في غير الاماكن المخصص ان يتخذ اجراء شخصي  من نصيحة او ما شابه ذلك ويشارك في اصلاح والحفاظ على المجتمع , فبهذه الطريقة يحس الفرد بالانتماء الى المجتمع ويتم تحفز روح حب الحفاظ على هذا المجتمع

الخميس، 2 ديسمبر 2010

فرحـة هلامية

لا افضل ان ابدأ مقالة بمستوى عالي من الاهمية بمقدمة تقليدية نظرا للأهمية الموضوع , وربما افضل اختزال المقدمة بمعلومة احب ان اوضحها للقارئ وهي انا لست ضد الفرحة بفوز المنتخب الكويتي بأي مباراة او اي نصر قد يحققه , ووقت كتابتي لهذه المقالة في تأهل منتخب الكويتي لنهائيات خليجي 20 , لكن ما اود ان اسلط الضوء عليه هو تجنيد كل طاقة الافراد – على الاقل من التقيت بهم – والاعلام – على الاقل ما لاحظته – بأهمية الفوز القصوى , وكأن بهذا الفوز سوف تنمحي كل مشاكل البلد وتصلح احوال المجتمع , فما معنى فوز برياضة وتسليط اضواء المجتمع كلها على الرياضة , ولا نجد ربع هذا الاهتمام للمجالات اهم جدا من الرياضة وهي العلم والثقافة , فهذه الفرحة هلامية نعم هلامية ! , لان بهذه الصورة والمبالغة في اعلان الفرحة , تكون الفرحة هلامية عندما نجد ان هناك دورة كرة قدم للسنه 20 على التوالي , ولا نجد اجتماع علماء الخليج للسنه 10 على التوالي , تكون الفرحة هلامية وعديمة المضمون عندما يسبقنا العالم بمراحل متطورة في جميع المجالات – ومنها رياضية ايضا – ونحن نقف متفرجين ومصفقين فقط لمجرد رياضة , فصارت كرة القدم وفرحة الفوز بها مجرد حالة مؤقته ننسى بها اي مشاكل اخرى- وما اكثرها – نعاني منها , ومن مننا لا يريد ان تكون الاولى في كل المجالات ؟ , لكن الوطنية وحب الوطن يجبرنا ان يكون هناك اولويات اهم من الكرة , ببساطة هل الفوز بكأس خليجي 20 او حتى كأس العالم يعني ان نضمن وظائف للجيل القادم – او حتى هذا الجيل – أو هل يعني انه تم اكتشاف ابار نفط لا تنضب ! , فلا احب ان ارى الناس يحاسب لاعب كره على ضياع هدف منه , لكن احب ان ارى الناس ان تحاسب ( وتعاقب ) كل مسؤول بوعي وانصاف , فلا يمكن فصل الامور عن بعضها البعض لكن يمكننا تقسيم مشاعرنا ما بين فرحة تأهل او فوز و عتاب اداري في مؤسسة ما ! , وبالنهاية اتمنى من العزيز المقتدر الصلاح لحال لأسرتي الغالية وهم الشعب الكويتي.

الأحد، 28 نوفمبر 2010

وقفة تأمل

قصة الانسان مع الابداع وصنع العجائب هي ليست وليدة هذه الفترة، التي برز فيها عدد من المبدعين مثل بيل غيتس «مؤسس مايكروسوفت»، أو مارك جوكربيرج «مؤسس الفيس بوك»، أو حتى توماس اديسون «مخترع المصباح الكهربائي الذي لم يتعلم في مدارس الدولة الا ثلاثة أشهر فقط، فقد وجده ناظر المدرسة طفلا بليدا متخلفا عقليا!»، بل هي رفيقة درب الانسان منذ قديم الازل، بناء الاهرامات بهذه الطريقة ابداع يأتي الناس من جميع انحاء العالم لمشاهدة هذه الاهرامات وتصويرها، فالابداع نهر يرتوي منه من يريد وكيف يريد و بقدر ما يريد، وليس مقصوداً بالابداع فقط عمل شيء مميز عالمي يتحدث به القاصي والداني، بل الابداع ان كان مقصوراً على هذا المستوى فهو ابداع قشور لا جوهر له، الابداع الانسان يحدده في اي مجال وكيفيته، الابداع عمل المستحيل والجديد وان كان بسيطاً، الابداع هو التفاني بعمل اي شيء كان فيظهر بصورة مبدعة وان كان لا يرى ذلك الا صاحب العمل، لذلك لنا وقفة تأمل، لنكون من المبدعين، فأجد الابداع عندما ارى شخصاً متفائلاً للمستقبل «لانه يعمل بجد له»، ويأخذ الماضي - وأن كان قاسياً - فقط اللقطات الجميلة، وأجد الابداع بالانسان الطموح أيا كان طموحه، وايضا اجد الابداع بالانسان الكاسر لقيود مجتمعه والمتمسك بعاداته وتقاليده، الخارج عن المألوف الى الجديد غير المنافي لعادات مجتمعه،
فعلى كل انسان ان يخطط لان يكون مبدعاً لان الاهم من كل هذا وذاك ان المحاولة هي لصنع الابداع، لما فيها من تغيرات بالتبعية بعادات كثيرة منها طريقة التفكير والعمل والتخطيط والتفاؤل.

الجمعة، 19 نوفمبر 2010

حدود الخيـال

بيل جيتس شخص معروف من اغنى اغنياء العالم مؤسس شركة مايكروسوف , ومن الطبيعي ان يكون من اغنى اغنياء العالم كون الكومبيوتر دخل في كل المجالات من دون استثناء ,بيرنارد ارنلت, من اغنى اغنياء العالم - ايضا - مؤسس شركة (أل في أم اش) وهي اكبر شركة للبضائع الفاخرة حيث تحتوي هذه الشركة على لويس فيتون , ديور , فندي وكثير من العلامات التجارية المميزة.

شتان ما بين الاثنين , فالاول يقدم شيء غير الحياة على هذا الكوكوب وفاد العلم بشكل غير محدود وفتح افاق جديدة اما الثاني فأبدع في تقديم افخر البضائع من حقائب وملابس التي بوجودها او عدم وجودها لن يتغير شيء , اجتمعوا في قائمة اغنياء العالم لسنة 2010 للجهد المبذول في العمل , لا اظن ان الجهد المبذول في عملهم كان عادي , بل اكاد اجزم انه استثنائي , واعتقد انه يتفق معي الكثيرون لكن السؤال ما مبنع هذا الجهد الاستثنائي ؟

من وجهة نظري انه من الخيال , وحين يجتمع يصب الخيال في العمل يكون اسثتنائي ومميز , ربما لا نصل الى مستوى اغنى اغنياء العالم , لكن سوف يكون هناك انجاز كبير جدا , ومن المرفوض ان يكون نظرتنا لهولاء الاغنياء نظرة مادية ان المادة هي فقط انعكاس جزئي للعمل المبذول يجب ان تكون النظره عميقة فاسماء الشركات المذكورة لها لمسه كبيره بالعالم , لا يمكن المناقشة بها , من اشهر انظمة تشغيل الكومبيوتر الـى افخر الكماليات و البضائع , فهذا ممكن ان يكون مجهود اي شخص باي مؤهلات عندما يكون حدود خيالة الـ لا حدود , فانا شخصيا ارى نجاح الممثل و حاكم ولا كاليفونيا (ارنولد شوارزنيغر) اجمل حيث ماقام به من افلام لها بصمة واضحة في عالم السينما , كما انه بطل من ابطال رياضة كمال الاجسام , وهو شخصية سياسية ناجحة كل هذه النجاحات عندما كان يتحدث عنها في مقابلة كانت نتاج الرؤية الواضحة لما كان يريدة في المستقبل , فالانسان مخير بكل تأكيد بان يكون ما يشاء مهما كانت ظروفه , بان يكون انسان هامشي او ان يكون انسان له وزن في المجتمع كل هذا يكون فقط بمعرفة انه من اكبر الاغلاط التي يرتكبها الناس حين يجرمون الخيال ويكون رد كل طموح ( الحجي سهل - اتكلم خو الحجي ابـ بلاش).

الخميس، 18 نوفمبر 2010

تمرد الجهل

يمثل الاعلام المرئي والسموع واجهة تعكس احوال وثقافة اي مجتمع، فيجب ان تتصدر ابرز الشخصيات المثقفة وأعرقها، لكن في السابق كان هناك قصور اعلامي فلا يلعب الاعلام دورا كبيرا في حياة المجتمع سوى عكس المشاكل الاجتماعية والسياسية، لكن في الآونة الاخير تمرد الجهل في بعض الاماكن الاعلامية. واخذ يعكس صورة مزيفة لمجتمعنا الراقي. فاحد البرامج الذي اخذ الجهل بكل احضانه، كان يتكلم عن السحر والجن بشكل يؤيد هذه الفكرة، وكان تأويل الكثير من القضايا النفسية والاجتماعية والصحية هي مشكلة سببها احد الجن. اما المذيع فكأنما لديه من الاسرارالكثير، فيستطيع التحدث مع الجن وان يأمر الجن وما على الجن الا السمع والطاعة. فاين مثل هذه البرامج من احترام العلم وارشاد الناس الى الطريق الصحيح. فهو بهذه الصورة يهدم ماتبنيه البرامج الاعلامية الهادفة مثل برنامج الدكتورة فوزية الدريع فهي تستخدم اجتهاداتها بقدر الامكان، وان تعذر عليها حل المشكلة على البرنامج طلبت من صاحب القضية اللجوء الى احد الاخصائيين او الاستشاريين. وان كانت في البرنامج الاول الصورة «المزيفة» للدين تظهر اكثر الا ان جوهر برنامج الدريع هو ارقى والأقرب الى الدين. اما الصورة الاخرى التي كانت كالنقطه السوداء في إعلامنا وهي وجود بعض المذيعين الفاقدين لأبسط مزايا الثقافة لأي واجهة اعلامية. فهل من المعقول ان يصدع الانسان بطرق تعكس قلة رزانته؟ وان يكون مظهرا للسخرية، فبالنهاية المسؤولية الكبيرة ألقيت على أكتاف المؤسسات التعليمية والجامعات، لاعداد كوادر تمسح هذه الصور البشعة وترسم اعلاما راقيا ونقيا. فقد نال حصاد هذا الجهل مجتمعنا وبرز بصورة لا تليق به. والامل يبقى بكل متعلم لقتل هذا التمرد المفروض.

الزواج المبكر

ينظر الكثير الى الزواج المبكر على انه مسؤولية تستحيل على شباب هذا الجيل تحملها. وخصوصا من الناحية المادية صار الهم والاول والاخير وجود الراتب العالي لرفع نسبة نجاح هذا الزواج. لكن من وجهة نظري في مجتمع راق مثل المجتمع الكويتي . يجب تخفيف من نظرة ان المادة هي التي تسير الزواج الى النجاح او للفشل . كما يعيش افراد المجتمع الكويتي في تعليم على مستوى عالٍ مجاني - بغض النظر عن المشاكل الموجودة في التعليم - وفي خدمات صحية ممتازة وجو من الحريات والانفتاح فهذا يجب ان يكون عاملا مساعدا كبيرا لنجاح هذا الزواج وعدم اهماله والتركيز فقط على السلبيات وتضخيمها فإن كان الطالب يأخذ راتبا قدره 700 دينار- كما قال لي احد الاصدقاء- فهذا اكثر من كافٍ. ومن دون الدخول في تحليل اقتصادي الى حاجات الاسرة من مسكن وملبس. فان لم يكن هذا المبلغ كافيا فلا اعتقد ان المشكلة بالمبلغ بل تعدى الامر الى عدم التأقلم مع وضع التوفير والرضى بمستوى اقل من المعتاد لانجاح هذا الزواج المبكر. فالزواج المبكر هو عبارة عن احتضان البذور البنين والبنات . والامثلة في التاريخ مسطورة بحياة اسر صغيرة مبدعة. فالزواج المبكر هو ملاذ يسمو بافراده. كما ان دور الاخصائي الاجتماعي والنفسي هنا يتجلى بتوعية المراجعين على الوضع الاجتماعي وكيفية التأقلم مع مشاكل الحياة بصورة عامة فتعاون مع المختصين يساعد من انجاح هذا الزواج. وما حديثي هذا الا بوجهة نظر كما ان حديث النبي - صلى الله عليه واله وسلم - يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج. فاحاديث منقذ البشرية مفاتيح لتنقذ البشرية من المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وليس فقط الدينية.

الانفتاح

ربما اخذ معنى الانفتاح في الوقت الحالي منحنى القشور من شكليات وكماليات، واهمل الجوهر وهي العادات والتقاليد. فبرأيي تطور العادات والتقاليد الى الاحسن هو الانفتاح السليم. فلا يجب ان يتعطل دورنا في تطوير العادات والتقاليد الى الاحسن ان امكن. فيعزز هذا الفكر قول الامام علي - عليه السلام - «لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه»، فأرى بعض الجفاف في المجتمع بين الفرد وزملائه بالعمل او من يصادفهم في اي مكان ويكون الرابط الوحيد بينهم دقائق معدودة في الانتظار لانجاز معاملة ما او لأي سبب كان، فنجد القليل من يبدأ بالابتسامة وبالترحيب الدافئ بالاخر. برأيي يجب ان تنتشر ثقافة الابتسامة بين الفرد وكل من حوله من دون استثناء فهذا اولا خلق اسلامي فريد وايضا عادة اجتماعية جيدة وتترك اثر ايجابيا في ذهن الاخر كما تحمل في طياتها الكثير من الفوائد. وايضا على سبيل المثال لا الحصر في المجتمع الجامعي ان كان الطالب يقضي اكثر من نصف يومه في الجامعة ولسنين عدة فمن الجميل ان تكون علاقته السطحية التي تجمع بينه ما بين بقية الطلبة - وان كانوا لا يشاركونه بأي شيء - بالابتسامة والحديث الودي فهذا هو تطبيق للاخلاق الاسلامية وينعكس جمال ديننا علينا بصورة واضحة وسريعة لذلك الدين الاسلامي هو دين صالح لكل زمان ومكان ولا يحتاج من يوضح جماله ولكن كان هذا موضوع الانتفاح من باب التذكير من قوله سبحانه وتعالى في الذكر «وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين».

رأيت الناس

يقول قائل «رأيت الناس مالوا للذي عنده مالٌ/ والذي ليس عنده مالُ عنه الناس قد مالوا». ليس بأمر عجيب ان يكون المال محبوب الجميع، وسعي الجميع الى كسب المال، لكن من المؤسف ان يكون هو كل شيء، بمعنى اخر ان تسقط كل القيم ويعتلي هو هرم الأولويات. فاعرض في كلماتي هذه، ظاهره ضربت بأطنابها بالمجتمع وهي «النظرة المادية»، فلا اجد ضرر بلبس الملابس الفخمه والـ «كشخة»، لكن المشكلة في تقييم الناس على السيارة او على نوع الملابس فبهذه النظرة الخاطئة المادية نكون قد سقينا بذرة المشاكل المادية. فاعتقد بوجود جميع حاجات الانسان الممتازة بسعر الممتاز خصوصا بالكويت الا ان توسع هذه النظرة جعل من الرخيص معدوم الجمال، وفي مجتمع الشباب خاصة اصبحت هذه النظرة سائدة، لذلك مني انا دعوة الى اعادة ترتيب الاولويات والقيم. فاعتقد ان النظرة المظهرية «التي تترك انطباع كبير لابد منه»، يجب ان تقنن بشكل افضل وتكون مثلا بقراءة لغة الجسد فهي احسن بكل الاحوال من معرفة اسعار العلامات التجارية وان تكون على تركيز طريقة التعامل، وان كانت هناك علامات استفهام كبيرة حول النظرة المظهرية الا ان تقنينها بطريقة «لا مادية» افضل بكثير، وبالتالي يقلل من المشاكل المادية.

رؤى / الوعــي

لا يفتقر ابدا مجتمعنـا الى الوعي، لكن يفتقر الى معرفة وضع هذا الوعي في الطريق السليم، اذ نجد عدم ايجاد صعوبة في معرفة المستحضرات الدوائية لممارسي رياضة كمال الاجسام ومعرفة كيفية اخذها واستخدامها، وايضا مستحضرات التجميل و«التان» وكيفية استخدامه ونجد غياب الوعي عن الادوية المهمة للامراض الشائعة، كما نجد فقر تعلم الاسعافات الاولية كما هو الحال في باقي المجالات وفي هذه الحالة لا يمكن ان نقول ان المجتمع غير واع، ولكن يمكن القول بان عدم وجود حافز ترغيب لاكتساب الوعي في المجالات الاهم مثل المجال، الصحي والاجتماعي والبيئي، هنا يكمن دور الوسائل الاعلامية في توجيه هذا الوعي واكتساب المعرفة في اختيارالمجال فالوعي هو جزء من حضارة وثقافة مجتمعنا، كما يمكن القول ان الوعي هو الحضارة او الثقافة بشكل عام أو بشكل موسع، لذلك يجب طرح هذه الاطروحات في المناهج الدراسية، ويجب تعميم الثقافة العامة بانها مصطلح لا يقتصر فقط على «الاتكيت» وما شابه، فالمجالات الاخرى اهم ولها تأثير موسع كما انه يجب تركيز وتثبيت ثقافة احترام القوانين و«الوقوف في الدور»، لتتضح جمال ثقافتنا الكويتية بشكل خاص والعربية والاسلامية بشكل عام.

تسعة أعشار الرزق

كثير من الناس يتردد في دخول المجال التجاري، او يكون له حد في الطموح المالي، كالوصول الى منصب معين، حتى ان تهيأت الظروف الممتازة، الا ان السبب في اعتقادي يرجع الى تلك الفكرة، التي يجتمع اغلب الناس عليها وهي تمنعهم من الدخول في هذا المجال، او منعت تطورهم فيه بالشكل المميز، ففكرة ان هذا المجال لـ«ناس وناس» ضاربة اطنابها في عقول «الاعم الاغلب» من الناس. قال الله سبحانه وتعالى في الذكر: {اِنّ رَبّكَ يَبْسُطُ الرّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ اِنّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً} وعن الرسول «صلى الله عليه واله وسلم»: «عليكم بالتجارة فان فيها تسعة أعشار الرزق»، فمن هذا المنطلق يجب ان يتسع الادراك في هذا الجانب أي مسألة الربح المادي او الرزق لانها مرتبطة بتقديره سبحانه فهي من الامور المسلم فيها، من الجانب الاخر الاقدام وعدم الاهتمام- الزائد- بالنتائج، في هذا الحال الاهتمام يأخذ مسار سلبي اكثر من الايجابي. ايضا من اجمل القصص التي نعيش ابعادها اليوم وهو موقع «الفيس بوك»، حيث قصة الموقع باختصار... حين انطلق الموقع على يد مارك زوكربيرج- وهو طالب في جامعة هارفارد- بغرض عمل نشاط معين بين الطلبة في سنة 2003 الى ان الموقع انطلق بصورة غير مباشرة، وتلقى موقع «فيس بوك» أول عرض استثماري بمبلغ 500000 دولار أميركي في يونيو من عام 2004 من بيتر ثييل أحد مؤسسي شركة «باي بال»، ثم أعقب ذلك الأمر استثمارا آخر عام 2005 بلغ 12.7 مليون دولار من رأسمال مخاطر من شركة «آكسيل بارتنرز»، ثم 27.5 مليون دولار أخرى من شركة «جرايلوك بارتنرز». وقد وصل التقييم الداخلي للموقع نحو 8 مليارات دولار بناءً على الايرادات المتوقعة حتى عام 2015. ومن هذه المعطيات في اعتقادي انه يجب اخذ مثل هذه القصص بالاعتبار كمثال ناجح، والثقة بالنفس وايضا روح المغامرة في مثل هذه الامور، والنظرة للتطور الوظيفي والمالي مطلوبة، حتى وان لم تتحقق النتائج المستهدفة، فالعبرة ببناء النفس والشخصية في المرتبة الاولى، وتكرار المحاولة يغرس روح الصبر، فالرسول الكريم - صلى الله عليه واله وسلم- قال لنا ان تسعة اعشار الرزق، فعلينا ان نبحث عن «كـل» الثقة بالنفس.

ضوء / الوجه القبيح للإنترنت

فوائد الإنترنت لا حصر لها، فكل يوم يتسع هذا المجال أكثر فأكثر , من خدمات وفوائد، وعلى سبيل المثال لا الحصر، في أحد المراكز الصحية في أوروبا يمكن للمرضى مناقشة الهيئة الطبية في بعض الحالات لمعرفة ما إذا يجب مراجعة المريض للمستشفى، أم انها حالة بسيطة وستشفى من نفسها، ويوجد بعض المواقع التي تعتبر كـ «فهرس للأدوية»، لمعرفة الأضرار الجانبية وكيفية استعمال الدواء ومعلومات أخرى عن الدواء وأدوية مشابهة، وأيضا في مجال البحوث والمعلومات والكتب والمعرفة فيحتل الإنترنت المرتبة الأولى باعتقادي لوجود تنوع المصادر وسهولة البحث والانتقاء والتنويع بين المصادر، أما على المستوى الشخصي فنجد أنه يمكن التسوق وطلب الأكل وأيضا شراء الحاجات المنزلية.
أما الوجه القبيح للإنترنت فهو وللأسف انحصر في خيال البعض على المواقع اللاأخلاقية، وهذا ينعكس على تعاملهم مع المستخدمين الآخرين، بصورة أوضح يحذر أولياء الأمور أولادهم من المواقع اللاأخلاقية، وقد وقف الحد إلى هذه القضية، فهناك أخطار لا تقل أهمية عن هذه المواقع بل بعضها يمكن أن يكون أخطر، أيضا على سبيل المثال لا الحصر، وجود مواقع تنشر الأيدولوجيات المتطرفة، وانتشار السرقات والجرائم الالكترونية فهناك من هذه القضايا الكثير ولها عصابات متخصصة ومحترفة في هذا المجال، ففي أحد الدول الغربية تم القبض على شاب سرق أكثر من 300 بطاقة ائتمانية، وعلى آخر عبث في معاملات شركات ونتج عن ذلك خسائر كبيرة، أيضا هناك من يجند بعض الشباب للتعامل مع الخمور والمخدرات سواء كتاجر أو كمتعاط، ويستهدف فئة الشباب أولا لسهولة تقبلهم لأفكار الغير، وثانيا ان العقوبات تكون مخففة عليهم لصغر أعمارهم، فباعتقادي هذه قضايا بعضها أخطر من المواقع اللاأخلاقية وأيضا لا نستطيع اهمال ان الإنترنت ممكن أن يضيع أوقات كثيرة، وباعتقادي التوعية هي الحماية من هذه المشاكل وأيضا يمكن بالتوعية أن يكون مستخدم الإنترنت مستخدم إيجابي، فبإضافة معلومات جديده وعدم الاكتفاء بالمشاركات المنقولة وعند نقل ذكر المصدر فبذلك يكون المستخدم انتقل من مستخدم عادي إلى مستخدم إيجابي وارتقى عن المشاكل، فبالحث على المشاركة الفعالة نكون وضعنا حاجزا عن هذه المشاكل، ولا مانع من التسالي فالإنترنت فالمتعة بها كبيرة، لا سيما أنه ممكن اللعب والمشاركه مع أشخاص آخرين.
في النهاية التوعية والحث على المشاركات الفعالة نكون قد ارتقينا عن هذا الوجه القبيح للتكنولوجيا.

حديث / لمن حرب المذاهب؟!

لا دولة من دون ارض ولا دولة من سكان. بمعنى آخر الدولة عبارة عن خطين مكملين لبعضهما. فأي موضوع له علاقة بالسكان يجب ان يدرس من نواحي أثنوغرافية «السلالة اللغة الدين»، وديموغرافية «نمو السكان، عددهم، نوعهم، توزيعهم الجغرافي»، بالنسبة للجانب الديموغرافي فهو يأخذ مسارا طبيعيا في الكويت وفي معظم دول العالم، وفي حال اي دولة تعرضت لمشكلة في السكان اما شجعت على الهجرة الخارجية، او حدت من النسل.
فمجال المقالة هو دولة الكويت ولصغر حجم الدولة ومستوها الاقتصادي، جعلت كثيرا من النقاط الاثنوغرافية وديموغرافية محسومة، فاستعراضها هو للحصول على نتائج اكثر دقة وتفصيلا ليس اكثر، فالمجال الاثنوغرافي في الكويت أي السلالة واللغة والدين مصدر وحدة كما في العالم العربي كله تقريبا. على مستوى عالمي يجب ان نستوضح بعض الامثلة، في كندا السكان يتحدثون لغتين فمنهم من يتحدث الفرنسية واخرون يتحدثون الانكليزية، في سويسرا ثلاث لغات رسمية وهي الالمانية الفرنسية الايطالية، وجميع هذه اللغات متساوية في الحقوق والواجبات، فهذا يولد نوعا من الغربة بين من يتحدث هذه اللغة او تلك . والانصهار يكون من حيث الفئة وانصهارها في الدولة لا من حيث الفئة وانصهارها في المجتمع. والاهم هو الدين لما يحتويه من عقائد وطقوس فان كانت هناك «حرب المذاهب»، فهي ليست بجديدة لان كثيرا من الدول هناك حواجز لغوية ودينية وتستمر بحذوها السليم. ايضا بالوقت الحالي فترت روح التعصب الديني والمذهبي وحل التسامح الديني نتيجة لانتشار الثقافة وتغلب المصالح الاقتصادية والسياسية على الاعتبارات الدينية والمذهبية.
من هذه الجوانب نجد ان من يمس اي مذهب من المذاهب ليس هو الا بقليل الثقافة والحيلة. ويستخدم افقر اساليب السياسية وهي فرق تسد وباعتقادي في مجتمع واعٍ مثل الكويت لا وجود لـ «فرق تسد»، لسبب بسيط وهو سهولة تمييز مافيه خير ومافيه ضرر للمجتمع. اسلوب تشويه صورة المذهب الاخر ليس لانه ضده بالمصالح بل بالتالي تلميع صورته كونه ليس تحت مظلة هذا المذهب. فقد اتضحت الصورة تماماً فان من يشعل هذه الحرب لا يشوه صورة مذهبه بل يشوه صورة نفسه فقط والدليل أي قضية طائفية، لا تأخذ اكثر من منحنى اعلامي وبعدها تكون نسيا منسيا. ولا يتحامل اطراف هذه القضية على بعض.
واذا اردنا استعراض «تآلف المذاهب» سنجد أنه يتمثل لنا
بالبستان الذي يكمن جماله بتعدد الوان الورد والروائح. والالوان بالاطروحات والاراء... وانسجام المذاهب والحمدلله - موجود وان كان ليس بالصورة الكبيرة، لكنه موجود ما يبعث بالجو روح الطمأنينة.
« لنحافظ على البستان» الكويت، ولنحافظ على ورود هذا البستان «الشعب»... فيامن تشعل حرب المذاهب... لمن حرب المذاهب؟ ومن في هذه الحرب غالب؟!

عنفوان الشباب

الوسائل الإعلامية... وكيف يبدع الإنسان في استخدامها، من اجمل ما قرأت عن الابداع في هذا المجال، وهو الموقع الالكتروني المعروف ويكيبديا، «ويكي هو نوع من المواقع، التي يتم تحريرها جماعيا - بديا موسوعة»، فقد تميز بطرحه الاعلامي الهادف غير الربحي، هذا مثال على كيفية استخدام الانترنت كوسيلة إعلامية للفائدة. وهنا الابتكار الايجابي، الا ان اغلب القنوات الموجودة والوسائل الاعلامية، «من مواقع انترنت ايضا»، هي مواقع معدومة الفائدة ولا هدف منها سوى زيادة عدد، فالمستهدف هنا برأيي هو الشباب... الهدف هو تعطيل الجيل واغراقه في عالم الجهل وعدم الابداع والرضا بالقليل وعدم احياء روح الشباب الفعلية الموجودة.
فيجب ان يكون الوعي موجودا في كل شاب وفتاة، من هو بعمر الشباب او من في داخله روح الشباب... انت مستهدف بصورة غير مباشرة بما تبطن الرسائل المعروضة من اهداف، واحساسك بالمسوؤلية تجاه نفسك وحمياتها باعتقادي يولد الابداع في داخلك... وتعزيز هذه الروح بصورة ابدية وأزلية، وايضا ان صح اجتهادي لا مكان للحياد، فإما انك مع روح الشباب ومن المدافعين عنها، أو انك في موقف الحياد وهذا موقف المتفرج... وهو في اعتقادي سلبي في حد ذاته وغير ايجابي، فرسالتي باختصار هي: «الحياة سريعة وفي سرعتها دقائق، فيجب على كل شاب وفتاة الوعي بالحقائق، فقد كرمنا الله عن الخلائق، والدرب مليء بالمغريات فيجب الا تخدعنا الحياة، ومن تصنعه الصلاة لا تضعفه الحياة... وهناك من يضع الشهوات في طرقنا لنعيش مذنبين، ولنكون لهتك الأعراض مندفعين» هذه رسالة لكل من يجد في روحه «روح الشباب»، لان الشباب المستهدفين ليسوا مستهدفين بالعمر بل مستهدفون بالروح والتفكير والكيان، لذلك فإن رسالتي اوجهها الى من في كيانه «روح الشباب»... وادعوه سبحانه ان يجعلنا شباب الروح ما بقينا.

عندما تضيع الحروف

في ظل انتشار الوسائل الاعلامية ما بين مواقع انترنت ومدونات ووسائل اعلامية. نجد ازدياد الادبيات والعروض التي تريد ان توصل فكرة الى الناس بشكل مهول. فقد ازداد عدد البرامج المعروضة والمسلسلات وبروز- بكميات تجارية- الكتاب والشعراء. هذا شيء ايجابي جدا لكن باعتقادي انه فقد بريقه وهيبته. البرامج سلبيتها انها تعرض من دون حل، ونقد - بصورة كبيرة- دون ذكر حلول مقترحة، بالتالي هو نقد بناء. والناتج هو تنفيس عن اصحاب هذه القضية لكن على الجانب الاخر هو يعكس صورة سلبية اكثر من اللازم، عن هذا الوضع وشحن الجو بموجات قلة الحيلة. فالمطلوب من هذه البرامج، الموازنة بين عرض المشاكل وطرح الحلول والاجدر الا يكون اطراف الحوار هم صاحب مشكلة ومذيع. فالمذيع من خلال تعاطفه سيكون الخصم والحكم، وهذا بعيد كل البعد عن الانصاف. فالمطلوب هو ان يتخلل هذه البرامج اطراف على دراية تضع حلولا وتنقد وتصحح وتوضح.
اما بالنسبة للمسلسلات... فقد انساقت في تيار مضيعة الوقت من دون هدف- الا ما رحم ربي- فالوجوه لا تتغير والقصص والعبارات ايضا حركات الممثلين ما بين ممثل عندما يعطي ظهره للممثل الاخر حين يغضب. وممثلة تقول: «صباح الخير يا احلى ام في الدنيا»، حين تتناول الفطور قبل ان تذهب الى الجامعة. فلا تجد مسلسلا يتخصص بموضوعات طبية. او موضوعات سياسية الهدف منها التوعية، بل الاصرار على منهج المسلسلات الموسمية. وايضا تتكرر عبارة «سأقوم بدور شخصية مركبة»، عندما يحاورون احد الممثلين ويسألونه عن ادواره في احد المسلسلات. المطلوب ان يكون الممثلون على ثقافة اعلى من المشاهدين ففاقد الشيء لا يعطيه.
لماذا شكسبير ابدع في اغلب- ان لم يكن كل- ادبياته. واضاف مفهوما جديدا واعيا وعقلانيا الى الرومانسية في «روميو وجوليت». وان كان المفهوم مغيبا جدا في كتابات اليوم. فيجب على الكُتاب البحث عن «شكسبير» في داخلهم، فالمطلوب هو عمل واحد يختم الزمن لا عمل لمضيعة الزمن!
ومما زاد وبكثرة في هذه الايام... الذين يكتبون ادبيات مسجوعة ومنسقة بصفتهم كُتابا او شعراء. لا تهمني التسميات بل يهمني ماذا يكتب وماذا يريد ان يوصل من خلال هذه الحروف. فأجد كلمات جميلة جدا وقوافي غير مستهلكة لكن لا معنى لها. فأجد انهم يكتبون لابراز ان لديهم القدرة على ترتيب كلمات جميلة لا اكثر.
المطلوب من يريد ان يصيغ حروفا ان تكون هناك رسالة يريد توصيلها. لا ادري هل لهذا السبب الناس مبتعدون عن الثقافة ام العكس. فها نحن نعيش سقوطا ادبيا بوهم ارتفاع عندما نجد ازدياد «كمية» المسلسلات والكتاب. فلنستيقظ من هذه الغفلة... فاللغة العربية تضيف سحرا لكل رسالة ولنضع كل حرف في مكانه الصحيح.

ما بين المجتمعين الملائكي والسويسري

المجتمع الملائكي... عبارة تقال كناية عن المجتمع المثالي، اعضاء هذا المجتمع افراد تصرفاتهم ملائكية أو كلها تصب في مصلحة المجتمع. على ارض الواقع لا يوجد هذا المجتمع لكن يوجد المجتمع السويسري. يتصف هذا المجتمع بأنه ارقى المجتمعات، فهو يضم اكبر عدد من المبدعين الحائزين على جوائز نوبل «بالنسبة لعدد السكان»، ويحتل المرتبة الاولى في العالم من حيث المنشورات العلمية. وايضا في سويسرا واحدة من اقدم الجامعات في العالم، اضافة ان دخل الفرد في هذا المجتمع مستواه عال، ناهيك عن السياسية التي يتبعها وهي سياسة الحياد، وهذا ينعكس على نشاط الدولة في شتى الميادين. ومن وصفنا لمجتمع سويسرا نجد ان هذا المجتمع حقق المعادلة المستحيلة، وانه نفى مايقال في اغلب البرامج التي تدور فيها عبارة «لا يوجد مجتمع كامل أو ملائكي»، نعم لا يوجد لكن يوجد مجتمع سويسري حقق اعلى المراتب في شتى المجالات!
ومن خلال استعراض ميزات المجتمع السويسري، سنجد أن الغالب عليه النشاط التعليمي والابداعي والثقافة، وفي اعتقادي ماكان لهذا المجتمع أن يحقق ماوصل إليه، لولا وجود العلم واهتمامه به. فالمجتمع تنطبق عليه مقولة «العلم يبني بيوتا لا عماد لها»، فعندما نهتم بالعلم والثقافة ستسود في المجتمع ما اسميها انا «الحزمة الملائكية»، وهي مجموعة خصال مرتبطة مع بعضها البعض، فيها النجاح الاجتماعي مرتبط بالمجالات الاخرى بالتبعية.

فليس من المستحيل تحقيق هذه المعادلة فاليأس هنا مرفوض. فاليأس هو تعزيز لنقاط الضعف. المقومات موجودة ان اردنا ان نراها- لكن المستحيل هو ان نحقق واحداً في المئة من هذه المعادلة، والمواضيع والحوارات السائدة هي فقط ندب على المشاكل دون وضع حلول.

اما آن الاوان لان تكون عناوين الندوات والمحاضرات والبرامج واللقاءات تبدأ بـ«حلول لمشكلة معينة»، بدلا من «عرض لمشكلة معينة»، فالنجاح يعني تحويل الصعوبات الموجودة الى محفزات. تحقيق المعادلة الجديدة وهي «مجتمع ملائكي اعضاؤه كويتيون». فيجب هنا ان يكون الهدف موحداً بين كل فئات المجتمع ولا يكون السعي مقتصرا على الصفوة او النخبة في المجتمع ويترك الامر فقط لاصحاب المراكز، لانه بهذه الطريقة سيكون النجاح على مستوى شخصي فقط، والدعوة هنا دعوة للمجتمع وللواقعية اكثر، فالعلم والثقافة الصحيحان يمثلان دورا في هذه الخطة والادوار الاخرى لا تقل اهمية عنهما، فتتنوع ما بين سائق وعيه المروري عال، ومواطن لا ييأس ان تعرض لتقصير من جهة معينة ويكمل بقية المجتمع على هذا الخط. بذلك نكون وصلنا لمجتمع كويتي يعكس صورة راقية.

وهذه الدعوة تسعى اليها كل المجتمعات لتنال صفة «مجتمع متقدم»، لكن الاجمل ان يكون طموحنا اكبر من كسب «مجتمع متقدم». ويكون التنافس على قلب الموازين من مجتمع يحتل المراتب الاولى في نقاط سلبية، الى مجتمع يخرج مثقفين ومبدعين ويكون للمجتمع بصمة في العالم. فالحب هو اعطاء وردة وليس الاكتفاء بالمودة بصورة واضحة، وان حب الكويت يتجسد باجتهاد وعدم الاكتفاء بالادبيات. فلنسع جميعا لإعطاء كويتنا هذه الوردة.

ليس عجبا...!

إن أول ما نزل من القرآن الكريم هي «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ»، فالابتداء بهذه الآية يعكس اهمية القراءة، التي هي الزاوية الاولى والاهم في القراءة.
نجد ان معظم شخصيات الناس تتشابه الى حد كبير حيث ينفرد الشباب بكرة القدم والسيارات، اما البنات في الموضة والازياء، والاطفال في العاب الفيديو، فمشاكل اعضاء هذا المجتمع تتشابه الى حد كبير... ويرجع هذا التشابه إلى الاهتمامات والمشكلات التي تشابه الشخصية.
فالقراءه تصقل شخصية القارئ، ونحن في مجتمع لا يقرأ الا الجرائد والمجلات والكتب الدراسية - في احسن الاحوال- من هذا المنطلق ان المجتمع يفتقر الى اهم مقومات انتاجية المثقفين... وهي القراءة والاطلاع على افكار الغير التي تبلور شخصية الانسان المثقف... والخطوة الثانية في طريق الثقافة والمعرفة هي الاستمرار في القراءة، اما الخطوة الاخيرة فهي سعة الاطلاع... اي تعدد المجالات وعدم الاقتصار على مجال واحد، لكن المشكلة تكمن في عدم وجود ثقافة القراءة، مع وجود مكتبات مجهزة تجهيزات اكثر من ممتازة، والمناهج الدراسية بشكل عام مناهج بسيطة جدا حيث يوجد الوقت- الاكثر من الكافي- للقراءة الا ان عدم وجودها «ثقافة القراءة»، هي ما يوقف انتاج المثقفين.