الخميس، 18 نوفمبر 2010

عندما تضيع الحروف

في ظل انتشار الوسائل الاعلامية ما بين مواقع انترنت ومدونات ووسائل اعلامية. نجد ازدياد الادبيات والعروض التي تريد ان توصل فكرة الى الناس بشكل مهول. فقد ازداد عدد البرامج المعروضة والمسلسلات وبروز- بكميات تجارية- الكتاب والشعراء. هذا شيء ايجابي جدا لكن باعتقادي انه فقد بريقه وهيبته. البرامج سلبيتها انها تعرض من دون حل، ونقد - بصورة كبيرة- دون ذكر حلول مقترحة، بالتالي هو نقد بناء. والناتج هو تنفيس عن اصحاب هذه القضية لكن على الجانب الاخر هو يعكس صورة سلبية اكثر من اللازم، عن هذا الوضع وشحن الجو بموجات قلة الحيلة. فالمطلوب من هذه البرامج، الموازنة بين عرض المشاكل وطرح الحلول والاجدر الا يكون اطراف الحوار هم صاحب مشكلة ومذيع. فالمذيع من خلال تعاطفه سيكون الخصم والحكم، وهذا بعيد كل البعد عن الانصاف. فالمطلوب هو ان يتخلل هذه البرامج اطراف على دراية تضع حلولا وتنقد وتصحح وتوضح.
اما بالنسبة للمسلسلات... فقد انساقت في تيار مضيعة الوقت من دون هدف- الا ما رحم ربي- فالوجوه لا تتغير والقصص والعبارات ايضا حركات الممثلين ما بين ممثل عندما يعطي ظهره للممثل الاخر حين يغضب. وممثلة تقول: «صباح الخير يا احلى ام في الدنيا»، حين تتناول الفطور قبل ان تذهب الى الجامعة. فلا تجد مسلسلا يتخصص بموضوعات طبية. او موضوعات سياسية الهدف منها التوعية، بل الاصرار على منهج المسلسلات الموسمية. وايضا تتكرر عبارة «سأقوم بدور شخصية مركبة»، عندما يحاورون احد الممثلين ويسألونه عن ادواره في احد المسلسلات. المطلوب ان يكون الممثلون على ثقافة اعلى من المشاهدين ففاقد الشيء لا يعطيه.
لماذا شكسبير ابدع في اغلب- ان لم يكن كل- ادبياته. واضاف مفهوما جديدا واعيا وعقلانيا الى الرومانسية في «روميو وجوليت». وان كان المفهوم مغيبا جدا في كتابات اليوم. فيجب على الكُتاب البحث عن «شكسبير» في داخلهم، فالمطلوب هو عمل واحد يختم الزمن لا عمل لمضيعة الزمن!
ومما زاد وبكثرة في هذه الايام... الذين يكتبون ادبيات مسجوعة ومنسقة بصفتهم كُتابا او شعراء. لا تهمني التسميات بل يهمني ماذا يكتب وماذا يريد ان يوصل من خلال هذه الحروف. فأجد كلمات جميلة جدا وقوافي غير مستهلكة لكن لا معنى لها. فأجد انهم يكتبون لابراز ان لديهم القدرة على ترتيب كلمات جميلة لا اكثر.
المطلوب من يريد ان يصيغ حروفا ان تكون هناك رسالة يريد توصيلها. لا ادري هل لهذا السبب الناس مبتعدون عن الثقافة ام العكس. فها نحن نعيش سقوطا ادبيا بوهم ارتفاع عندما نجد ازدياد «كمية» المسلسلات والكتاب. فلنستيقظ من هذه الغفلة... فاللغة العربية تضيف سحرا لكل رسالة ولنضع كل حرف في مكانه الصحيح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق