الخميس، 18 نوفمبر 2010

ما بين المجتمعين الملائكي والسويسري

المجتمع الملائكي... عبارة تقال كناية عن المجتمع المثالي، اعضاء هذا المجتمع افراد تصرفاتهم ملائكية أو كلها تصب في مصلحة المجتمع. على ارض الواقع لا يوجد هذا المجتمع لكن يوجد المجتمع السويسري. يتصف هذا المجتمع بأنه ارقى المجتمعات، فهو يضم اكبر عدد من المبدعين الحائزين على جوائز نوبل «بالنسبة لعدد السكان»، ويحتل المرتبة الاولى في العالم من حيث المنشورات العلمية. وايضا في سويسرا واحدة من اقدم الجامعات في العالم، اضافة ان دخل الفرد في هذا المجتمع مستواه عال، ناهيك عن السياسية التي يتبعها وهي سياسة الحياد، وهذا ينعكس على نشاط الدولة في شتى الميادين. ومن وصفنا لمجتمع سويسرا نجد ان هذا المجتمع حقق المعادلة المستحيلة، وانه نفى مايقال في اغلب البرامج التي تدور فيها عبارة «لا يوجد مجتمع كامل أو ملائكي»، نعم لا يوجد لكن يوجد مجتمع سويسري حقق اعلى المراتب في شتى المجالات!
ومن خلال استعراض ميزات المجتمع السويسري، سنجد أن الغالب عليه النشاط التعليمي والابداعي والثقافة، وفي اعتقادي ماكان لهذا المجتمع أن يحقق ماوصل إليه، لولا وجود العلم واهتمامه به. فالمجتمع تنطبق عليه مقولة «العلم يبني بيوتا لا عماد لها»، فعندما نهتم بالعلم والثقافة ستسود في المجتمع ما اسميها انا «الحزمة الملائكية»، وهي مجموعة خصال مرتبطة مع بعضها البعض، فيها النجاح الاجتماعي مرتبط بالمجالات الاخرى بالتبعية.

فليس من المستحيل تحقيق هذه المعادلة فاليأس هنا مرفوض. فاليأس هو تعزيز لنقاط الضعف. المقومات موجودة ان اردنا ان نراها- لكن المستحيل هو ان نحقق واحداً في المئة من هذه المعادلة، والمواضيع والحوارات السائدة هي فقط ندب على المشاكل دون وضع حلول.

اما آن الاوان لان تكون عناوين الندوات والمحاضرات والبرامج واللقاءات تبدأ بـ«حلول لمشكلة معينة»، بدلا من «عرض لمشكلة معينة»، فالنجاح يعني تحويل الصعوبات الموجودة الى محفزات. تحقيق المعادلة الجديدة وهي «مجتمع ملائكي اعضاؤه كويتيون». فيجب هنا ان يكون الهدف موحداً بين كل فئات المجتمع ولا يكون السعي مقتصرا على الصفوة او النخبة في المجتمع ويترك الامر فقط لاصحاب المراكز، لانه بهذه الطريقة سيكون النجاح على مستوى شخصي فقط، والدعوة هنا دعوة للمجتمع وللواقعية اكثر، فالعلم والثقافة الصحيحان يمثلان دورا في هذه الخطة والادوار الاخرى لا تقل اهمية عنهما، فتتنوع ما بين سائق وعيه المروري عال، ومواطن لا ييأس ان تعرض لتقصير من جهة معينة ويكمل بقية المجتمع على هذا الخط. بذلك نكون وصلنا لمجتمع كويتي يعكس صورة راقية.

وهذه الدعوة تسعى اليها كل المجتمعات لتنال صفة «مجتمع متقدم»، لكن الاجمل ان يكون طموحنا اكبر من كسب «مجتمع متقدم». ويكون التنافس على قلب الموازين من مجتمع يحتل المراتب الاولى في نقاط سلبية، الى مجتمع يخرج مثقفين ومبدعين ويكون للمجتمع بصمة في العالم. فالحب هو اعطاء وردة وليس الاكتفاء بالمودة بصورة واضحة، وان حب الكويت يتجسد باجتهاد وعدم الاكتفاء بالادبيات. فلنسع جميعا لإعطاء كويتنا هذه الوردة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق