الخميس، 18 نوفمبر 2010

حديث / لمن حرب المذاهب؟!

لا دولة من دون ارض ولا دولة من سكان. بمعنى آخر الدولة عبارة عن خطين مكملين لبعضهما. فأي موضوع له علاقة بالسكان يجب ان يدرس من نواحي أثنوغرافية «السلالة اللغة الدين»، وديموغرافية «نمو السكان، عددهم، نوعهم، توزيعهم الجغرافي»، بالنسبة للجانب الديموغرافي فهو يأخذ مسارا طبيعيا في الكويت وفي معظم دول العالم، وفي حال اي دولة تعرضت لمشكلة في السكان اما شجعت على الهجرة الخارجية، او حدت من النسل.
فمجال المقالة هو دولة الكويت ولصغر حجم الدولة ومستوها الاقتصادي، جعلت كثيرا من النقاط الاثنوغرافية وديموغرافية محسومة، فاستعراضها هو للحصول على نتائج اكثر دقة وتفصيلا ليس اكثر، فالمجال الاثنوغرافي في الكويت أي السلالة واللغة والدين مصدر وحدة كما في العالم العربي كله تقريبا. على مستوى عالمي يجب ان نستوضح بعض الامثلة، في كندا السكان يتحدثون لغتين فمنهم من يتحدث الفرنسية واخرون يتحدثون الانكليزية، في سويسرا ثلاث لغات رسمية وهي الالمانية الفرنسية الايطالية، وجميع هذه اللغات متساوية في الحقوق والواجبات، فهذا يولد نوعا من الغربة بين من يتحدث هذه اللغة او تلك . والانصهار يكون من حيث الفئة وانصهارها في الدولة لا من حيث الفئة وانصهارها في المجتمع. والاهم هو الدين لما يحتويه من عقائد وطقوس فان كانت هناك «حرب المذاهب»، فهي ليست بجديدة لان كثيرا من الدول هناك حواجز لغوية ودينية وتستمر بحذوها السليم. ايضا بالوقت الحالي فترت روح التعصب الديني والمذهبي وحل التسامح الديني نتيجة لانتشار الثقافة وتغلب المصالح الاقتصادية والسياسية على الاعتبارات الدينية والمذهبية.
من هذه الجوانب نجد ان من يمس اي مذهب من المذاهب ليس هو الا بقليل الثقافة والحيلة. ويستخدم افقر اساليب السياسية وهي فرق تسد وباعتقادي في مجتمع واعٍ مثل الكويت لا وجود لـ «فرق تسد»، لسبب بسيط وهو سهولة تمييز مافيه خير ومافيه ضرر للمجتمع. اسلوب تشويه صورة المذهب الاخر ليس لانه ضده بالمصالح بل بالتالي تلميع صورته كونه ليس تحت مظلة هذا المذهب. فقد اتضحت الصورة تماماً فان من يشعل هذه الحرب لا يشوه صورة مذهبه بل يشوه صورة نفسه فقط والدليل أي قضية طائفية، لا تأخذ اكثر من منحنى اعلامي وبعدها تكون نسيا منسيا. ولا يتحامل اطراف هذه القضية على بعض.
واذا اردنا استعراض «تآلف المذاهب» سنجد أنه يتمثل لنا
بالبستان الذي يكمن جماله بتعدد الوان الورد والروائح. والالوان بالاطروحات والاراء... وانسجام المذاهب والحمدلله - موجود وان كان ليس بالصورة الكبيرة، لكنه موجود ما يبعث بالجو روح الطمأنينة.
« لنحافظ على البستان» الكويت، ولنحافظ على ورود هذا البستان «الشعب»... فيامن تشعل حرب المذاهب... لمن حرب المذاهب؟ ومن في هذه الحرب غالب؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق