الاثنين، 25 أبريل 2011

زنزانة في المنزل!

يلوم البعض الشباب في تقاعسه من ناحية عطائه بشكل عام، وهذا اللوم في اعتقادي بمحله، والبعض الآخر يطلق عبارة تدل على انعدام الذكاء في قول «عطوهم فرصة»، ردي على اللوم سيكون موضع المقالة أما ردي على العبارة معدومة الذكاء هو ان الانسان الناجح هو من يصنع الفرص، ولا صبر لديه لينتظر الفرصة حتى ينتظر من يدافع عنه!، اما سبب تقاعس الشباب هو وجود زنزانة في المنزل أخذت عباءه الـ«ديوانية»، فبالبداية الوقت المفرط في تلك الديوانية يجعل من المنزل مكاناً للنوم وفي العمل صباح اليوم التالي مكاناً لاثبات فشل الحياة، حيث ماذا ننتظر من انسان قضى كل ليلة في استنشاق دخان السجائر وبصورة شبه يومية أكل الوجبات السريعة، وفي أحسن الاحوال كان هم تلك المجموعة هو تداول أدوية للعضلات مع نظام غذائي للجسم فقط ويهمش «وبعض الاحيان على حساب» العقل، ايضا بعد ذلك على الرغم من هشاشة المواضيع المطروحة استخدامهم لمفردات بذيئة تعودهم على قلة الاحترام في ما بينهم، ويمكن لأي شخص الاستطراد في ما يحدث بتلك الزنزانة ان كان
هذا الشائع بها، فهل نتأمل بأن تكون تلك المجموعة بعد الافراج عنها، هيئة عليا في وكالة صواريخ؟ ام نتأمل بهم موقفاً من أي حدث؟
تلك الزنزانة كتبت اسامي مرتاديها في صفحة الاموات واصبح الشباب من شباب يتأمل المجتمع بهم للغد الى رقم ليزيد تعداد السكان. ولكسر قيود تلك الزنزانة باعتقادي هناك طرق عديدة قد يختلف كل منا فيها الا ان الاتفاق الذي لا جدال فيه وهو كيفية سحب الشاب من تلك الزنزانة الى الحياة، باعتقادي الحوار بأدق تفاصيله يلعب الدور كله، من تلك التفاصيل درجة الصوت اللازمة الكلام يجب ان يكون فيه تناغم مع الهدف، الاحساس في هذا الجيل مستواه عال فهو ليس في مرحلة الطفولة ليكون في جو اللامبالاة ولا مرحلة الكبر، ليتغلف قلبه لأي سبب كان عن سماع الآخر- مع اعتقادي ان هناك طريقة لمحاورة اي شخص مهما كانت درجة بُعده، فنحن افراد المجتمع علينا عبء المحافظة على مجتمعاتنا، ولا ننتظر أي صدمة افاقة يكون بعدها المشكلة في مراحلها المتأخرة يصعب حلها.

الخميس، 21 أبريل 2011

السياسي المفقود

أعداد الناشطين السياسيين لاحصر لها، اذ غدت السياسية شغل من لا شغل له، لذلك نفتقد السياسي بمعنى ما تعنيه الكلمة او ما اطلقت عليه بعنوان المقالة «السياسي المفقود»، فغالبا ما يتجمل السياسي بلمسات شيطانية تجعل منه يشتم تحت عنوان صريح، يفتقد معظم السياسيين للديبلوماسية، حيث من وجهة نظري الديبلوماسية هي نهج النفس الصافي، وليس الطائفي وأسلوب الحوار الراقي لكسب المطالب السياسية وايضا الحفاظ على صورة ما يمكن ان نطلق عليه «ما قبل السياسي» أي صورة الانسان السوي، فيرتقي السياسي بإنسانيته بمطالب تعم على المجتمع بخير وبمواجهة الوحوش بخلق فريد نفتقده حاليا، بل ويقرب الى فكره كل انسان بعيد عنه، فيصبح السياسي في غياب الديبلوماسية انسانا مزعجا، بذيء اللسان، عالي الصوت وإلى ما ذلك، فيتساقط السياسي في ظل مجتمع ليس هو أهلٌ له «المجتمع السياسي» ويصبح في أقبح صورة.
فالديبلوماسية تمكن السياسي بتحويل كل محنة الى منحة، وممكن تحويل سلبيات الخصم الى ايجابيات للسياسي من دون أي جهد فقط بتفاديها!، تفادي الطائفية واتهام الغير بسوء الخلق والى ماذلك، وتغدي الخصومة لذات السياسي المفقود، لذلك يقول احد الاشخاص لسيدة في احد المؤتمرات: (ان الديبلوماسي هو الذي يقول «نعم» ويعني بها «ربما» ويقول ربما ويعني بها «لا» واذا قال «لا» فهو ليس بديبلوماسي)، انا لا ارفع شعار التمسك بمفردات الديبلوماسي، بل ارفع شعار التفكير بمنهجية اختيار المصطلحات والمفردات، التي تلبي المعنى نفسه لكن برقيّ، وبهذا ارى هناك فرصة لجيل جديد من الشباب أن يكتسح الساحة السياسية لا بعدد الناخبين أو بعدد ما يمتلكه من مستندات تثبت إدانة الخصم بل بلغة راقية ولو كانت المطالب متواضعة، وهنيئا لمجتمع يقوده إنسان راق خلقا ومنطقا، فهو بذلك يكون اسطورة ويقي نفسه من شراسة صفحات اليوتيوب ويقصر من طريق تحقيق أي مطلب أو أمد تسويق أي فكرة، الا أن السؤال هنا... أين ذاك السياسي المفقود؟!