الخميس، 21 أبريل 2011

السياسي المفقود

أعداد الناشطين السياسيين لاحصر لها، اذ غدت السياسية شغل من لا شغل له، لذلك نفتقد السياسي بمعنى ما تعنيه الكلمة او ما اطلقت عليه بعنوان المقالة «السياسي المفقود»، فغالبا ما يتجمل السياسي بلمسات شيطانية تجعل منه يشتم تحت عنوان صريح، يفتقد معظم السياسيين للديبلوماسية، حيث من وجهة نظري الديبلوماسية هي نهج النفس الصافي، وليس الطائفي وأسلوب الحوار الراقي لكسب المطالب السياسية وايضا الحفاظ على صورة ما يمكن ان نطلق عليه «ما قبل السياسي» أي صورة الانسان السوي، فيرتقي السياسي بإنسانيته بمطالب تعم على المجتمع بخير وبمواجهة الوحوش بخلق فريد نفتقده حاليا، بل ويقرب الى فكره كل انسان بعيد عنه، فيصبح السياسي في غياب الديبلوماسية انسانا مزعجا، بذيء اللسان، عالي الصوت وإلى ما ذلك، فيتساقط السياسي في ظل مجتمع ليس هو أهلٌ له «المجتمع السياسي» ويصبح في أقبح صورة.
فالديبلوماسية تمكن السياسي بتحويل كل محنة الى منحة، وممكن تحويل سلبيات الخصم الى ايجابيات للسياسي من دون أي جهد فقط بتفاديها!، تفادي الطائفية واتهام الغير بسوء الخلق والى ماذلك، وتغدي الخصومة لذات السياسي المفقود، لذلك يقول احد الاشخاص لسيدة في احد المؤتمرات: (ان الديبلوماسي هو الذي يقول «نعم» ويعني بها «ربما» ويقول ربما ويعني بها «لا» واذا قال «لا» فهو ليس بديبلوماسي)، انا لا ارفع شعار التمسك بمفردات الديبلوماسي، بل ارفع شعار التفكير بمنهجية اختيار المصطلحات والمفردات، التي تلبي المعنى نفسه لكن برقيّ، وبهذا ارى هناك فرصة لجيل جديد من الشباب أن يكتسح الساحة السياسية لا بعدد الناخبين أو بعدد ما يمتلكه من مستندات تثبت إدانة الخصم بل بلغة راقية ولو كانت المطالب متواضعة، وهنيئا لمجتمع يقوده إنسان راق خلقا ومنطقا، فهو بذلك يكون اسطورة ويقي نفسه من شراسة صفحات اليوتيوب ويقصر من طريق تحقيق أي مطلب أو أمد تسويق أي فكرة، الا أن السؤال هنا... أين ذاك السياسي المفقود؟!


هناك تعليق واحد:

  1. تسلم ايدك العطار على المقالات الروعة

    زميل الثانوية احمد الكندري

    موفق بوجاسم

    ردحذف