الخميس، 24 مارس 2011

وبالوالدين احسانا .. !


في سورة مريم الآية الكريمة تقول { يَازَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ اسْمُهُ يَحْيَى } , نستشف من الآية الكريمة أن يحيى كان بشرى لزكريا , وكذلك البنون هم علاوة على ذلك من زينة للدنيا كما بسورة الكهف الاية الكريمة } المال والبنون زينة الحياة الدنيا{ , فكم هو جميل أن نكون خير البشرى ونعم الزينة , ويتم ذلك من حصول الوالدين على أكثر من ما يتمنون من بر والمعاملة السامية الراقية وإحسان من الأبناء , في البداية كأمر من الله – عز وجل – في بر الوالدين , فنحن علينا أن نتقن هذا البر , فلا مجد في ذلك لأنه أمر سماوي مفروض على الجميع , فلا بد لمجتمع مثقف ومتعلم أن يتميز بره ويكون الأبناء خير سفراء لمنازلهم  بخلاف إطاعة الأوامر اللاهية لمجرد هي أمر, فعندما تندمج تلك المعاملة مع روحانية في حب الوالدين و تكون جميع معاملات الأبناء ليحصلوا على جملة ( رحم الله والديك ) , التالي يكون كل أبن منبع للخير والبشرى كما كان يحيى لزكريا ! , لنفوز بهذا السعي المشكور ونستبشر – أي نحن الأبناء – بجنات تدوم وحور , لنكن قبلات تتوزع ما بين أرجل وأكف وجباه آبائنا وأمهاتنا , و نتعطر بكل قطرة تعب من جبينهم نزلت لتربينا , فقبل فوات الأوان .. ! وقبل ذهاب احدهم إلى جوار الباري - عز وجل – فهجر احدهم حزن ابدًا لن يهاجر من قلب ابن مقصر , ويندم على كل ثانية لم نكن فيها تلك بشرى والزينة سواء عندما يتمعن في القران الكريم أو احد الأشخاص في المجتمع , يتوجب علينا أن نكون هدية لهم كما هم نعمة لنا , فهم منبع الحنان , فهذا الأب يجوع ليشبع الأبناء , وتلك الأم تركت الحياة لراحتهم , فأين المقصرون من هذا ؟ وهل هناك عدل بأن يجازا الوالدين بمعاملة جامدة وأن لم يكن فيها أي إهانة أو سوء لهم ؟! , الأب والأم هما الحاء والباء أي الحب ! , لنكن كما الزهراء – عليها السلام – أم أبيها , ولنحيي المودة في حياتنا كما عيسى بن مريم – عليهما السلام - و إحياءه للطير  , لنكن رحمة لهم  , فقبل فوات الأوان لنعطر خدودهم بقبلاتنا , وقلوبنا براضهم  , مسامعهم ببشرى تزفها أصواتنا لهم , فهم من حسبوا لنا أنفسنا لنكبر , فقليلُ عليهم كل الدهور لتعويض ثانية من ثواني خوفهم أو قلقهم علينا , لنكسر حسرة فقدان احدهم قبل ولادتها , فالفرصة لدينا وبين أيدينا , فما أراه من انشغال بالدنيا ربما يكون هو سبب لهذه الولادة التي نخشاها , كما يروى أن رجلا فقيرا كانت له زوجة وأولاد وأب عجوز, وكانت امرأته تضيق بأبيه, ولا تكف عن إظهار ضجرها من وجوده, حتى قرر الرجل في يوم من الأيام أن يتخلص منه, فقال له: فلنخرج إلى الجبل يا أبتاه لنشم الهواء الطيب. وحمله على كتفه ومضى ميمما – أي الظافر بمطالبه - شطر الجبل, والأب العجوز ساكت لا يقول شيئا, وعندما وصل الرجل إلى حافة من حواف الجبل العالية أنزل والده عن كاهله وقال: ننزل هنا. فقال له الأب بصوت واهن: ليس هذا الموضع, بل إلى الأمام قليلا.. فدهش الرجل. وقال العجوز: نفس الذي تريد فعله بي يا ولدي, فعلته بأبي وأنا شاب مثلك. حملته إلى الجبل وألقيته من فوق حافته التي هناك. إنه يا ولدي لا يغفل ولا ينام وكما تدين تدان , فلأي سبب كان وقبل فوات الأوان لنكون ما يتمناه هم , كما كانوا ما نتمناه نحن .. !

اهداء: الـى الذي ربياني صغيرا أبي العزيز امي الغالية والى كل أب وام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق