السبت، 7 مايو 2011

غداً وأبداً

من الضروري نقد ما يتداول من بعض افراد المجتمع من افكار ظهرت بصورة فجائية، ولكن ليس من الضروري أن كل شيء ينتقد يكون سلبياً تماما، فقد أشارت الكثير من المقالات التي قرأتها و الرسائل «الايميلات» بان ما يشهده العالم من ثورات سياسية وكوارث بيئية انما هو نذير بقرب الساعة، في البداية من وجهة نظري هذا أمر يتفرع منه ثلاث اغصان كالتالي:
الغصن الأول: غصن إسلامي، قرب يوم القيامة أمر غيبي والسبب بسيط كما في الآية الكريمة ( يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنْ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ)، قد يقول قائل لكن ما يدور من أحداث ينذر بشيء وهنا ألتفت إلى الغصن الثاني: السياسي، فذلك الغصن تكرر مشهده على مر التاريخ مئات المرات لكن تسارع إيقاعه اليوم من أحداث متفرعة جغرافيا ووجود تسليط إعلامي مكثف لا يعني أن نحمل المشهد أكثر مما يتحمله وبالتالي اليوم نشهد استقراراً وأن كان نسبياً، أما الغصن الثالث: فهو ما يشهده العالم من كوارث بيئية فهذا الغصن أجد حجتي فيه أقوى (من باب تخصصي العلمي) اذ ان هذه الكوارث تعتبر حركات طبيعية نتيجة حركات تحدث في باطن الأرض نشهدها نحن على هيئة زلازل وبراكين، ففي السابق كانت هذه الأحداث أكثر عنفواناً فيعتبر الزمن الحالي زمن هدوء نسبي- أي على نقيض ما يشار إليه حاليا- كما أيضا منذ حوالي 11 ألف سنة كانت هناك شبكة من الوديان في الكويت الممتلئة بمياه الأنهار والآن نعيش فترة جفاف وبتالي هل هذا الجفاف يعني فناء البشرية؟ الإجابة هي بالنفي والدليل عيشنا بنعمة ولله الحمد في الفترة الحالية.
بالنهاية هناك أمور كثيرة لا يسعني ذكرها وشرحها والتعليق عليها، والهدف عدم تحميل أي ظاهرة أكثر مما تحتمل ومحاولة ربطها بأمور محسومة عقائديا، فالعبرة ليس بمعرفة وتأويل قرب أو بعد يوم القيامة بل العبرة بتهذيب النفس الأبدي حتى وان كان هناك علم يقيني- جدلاً- ببعد يوم المعاد! لان مثل هذه الأفكار يعني تحسين الخلق بسبب الإحساس بقرب يوم المعاد لا لمصلحة نابعة من الذات، وعند رجوع الأمور على وتيرتها السابقة (او ربما نسيان تفاصيل تلك الرسالة التي تتحدث عن قرب يوم القيامة) يحدث الرجوع لما كنا عليه من أخلاق، فقول الإمام علي- عليه السلام - (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا وأعمل لأخرتك كأنك تموت غدا)، يتجلى في كيفية التعاطي مع مثل هذه الأفكار والحل هو الموازنة بين العمل للدنيا وللآخرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق