الاثنين، 14 فبراير 2011

خدعة الحضارة والسلوك الحضاري ..!


 نسمع كثيرا ممن هم أكبر منا سنًا بأن هذا الزمان فيه من الفساد ما يشيب رأس الرضيع , ومن الجرائم ما لا يخطر على البال , وهذا الزمان أيضا هو أتعس من الزمان السابق , في الحقيقة إن لكل فرد منا مساهمة في شيوع ما يجعلنا نشتم هذا الزمان أو ما يجعلنا نتنعم به , فبكل اختصار إن ما ينتج منا من سكوت عن الظواهر السلبية على سبيل المثال المعاكسات , يؤدي إلى استفحالها فلا يوجد شخص يلوم أو ينهى الفاعل على هذا الفعل الرديء , وبالتالي يكون لنا مشاركة – بطريقة غير مباشرة - في هذه الجريمة , فقد يسمي البعض هذا السكوت بالحضارة التي لبس معناها ثوب العيش بمعزل عن تصرفات الآخرين ولا دخل لأي إنسان في حياة الأخر ,  فهذا هو ما يمكن أن نطلق عليه خدعة الحضارة , فهي خدعة وقع الكثير منا فيها , لكن يجب على كل إنسان ان ينهى عن أي منكر بطريقة حضارية وسلوك حضاري فلا يجب علينا أن نوبخ بشكل مبالغ فيه لمن يقوم بمثل هذا الجرم ( أي المعاكسات ) فالنصيحة الايجابية او النظرة التي تعبر عن حقارة هذا الفعل ممكن أن تفي بالغرض , وأبسط شيء عدم الهدنة مع هذا الشخص محاولة منا تسليط ضوء الذنب على الفاعل , وهذا ما يسمى بعلم الاجتماع بالـ ( حصار الاجتماعي ) الذي له دور كبير في تأديب الفاعل ويعتبر أيضا علم الاجتماع الجيرة وسيلة من وسائل الضبط , فإذا كان الجار لاحظ انحراف سلوكي لجارة ودار الجار وجهه كـنوع من التأديب فيعتبر هذا وسيلة من وسائل الضبط , وعلى النقيض من هذه الأفعال ( الجرائم ) وردة أفعال المجتمع عليها , فيجب علينا إقرار العمل الصحيح كنوع من تثبيت وتأصيل هذا العمل في مجتمعنا , على سبيل المثال إذا وجدنا من يوقر كبيرنا ومن يحتشم نسائنا ومن يرحم صغيرنا , فيجب أن يصدر منا ما يشجع ويحيي  ويرفع قبعة الاحترام لهذا الفعل , وابسط التصريح هو الابتسامة او الكلمة الجميلة إن تعثر الحديث جانبي الذي يشجع على معاودة هذا السلوك وبالتالي ما قمنا به هو سلوك حضاري ويؤدي إلى حضارة سلمية وصحية من الجانب الاجتماعي ومن الجانب الديني خالية من الشوائب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق