الثلاثاء، 17 يناير 2012

جزء من الطبيعة

ان الحياة من دون الألم تفقد بريقها , فالالم جزء من شعور الطبيعة , الالم يضفي لمسات التحدي والغموض على هذه الحياة , التحدي هو كيفية توسعة مساحة تحمل الالم , قرأت احد المقالات التي تتكلم عن رجل يدعى "دين كرناسس" حيث يلقب بـ" رجل الالـترا-ماراثون " ما وصل اليه من تحدي الالم وصل الـى التالي:
1- ركض 350 ميل في ثلاث ايام متواصلة من دون انقطاع ومن دون نوم
2- اسبوعيا يركض من 100 الى 170 ميل
3- ليحقق طموحة اضطر الى ان يقلل ساعات نومه الى 4 ساعات فقط
4- خاض 7 مرات مارثون مخصص في الطقس صعب تصل حرارته الـى 49 درجة سيليزيه

كل هذا واكثر استطاع " دين " ان يصل اليه بارادته , باعتقادي هذا هو جمال الحياة بالتحدي , تحدي ذات والالم , يجب ان نشعر بالالم لتتكمل دورة الطبيعة . ولكن , مع التقدم التكنولوجي اصبح هناك تغير لهذه الفكرة فاصبحت الراحة الدائمة هي شعور الطبيعي واصبح أي مرض يحارب بمسكنات الالم فورا هذا على مستوى المادي أو الفيزيائي , اما على المستوى النفسي اصبح هناك معنى اخر للاستسلام هو البحث عن البديل كل هذا انا اعتبره في سياق تغير الطبيعة , وهذا بدورة يقتل تشوق الحياة بل يجعل حياة الانسان ساعات طويلة من الاحتضار.

في النهاية , رسالتي في هذه المقالة هي ليس من الضروري التخلص من الالم بس من الضروري احتضان الالم ولو كان هذا الاحتضان مغزز ومؤلم ليكتمل جمال اللحظات الجميلة, التحدي الدائم يجب ان يكون موجود سواء المادي او النفسي, بذلك يزيد ثقة الانسان بنفسه ويمكن ان يصل الى اي مرتبة يريدها. من جانب اخر, ان التعلم على التحدي النفسي يعطي قدرة على معرفة و طول النفس في التحدي المادي والالم الواقعي. يجب على الجميع ان يتقن هذا التحدي ويألف هذا الجزء من الطبيعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق